الوليد بن عبد الملك (ت 96 هـ)
  عفك الأمة(١)، شديد السطوة لا يتوقف إذا غضب.
  خرج يوم مات الحجاج مكشوف الرأس، وقال: اليوم مات سيد العرب. وكان لا يرى للدين حرمة في هوى نفسه. أفاد ذلك في الشافي [١/ ٤٨٥].
  وكان من وصية أبيه إليه: وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطأ لكم المنابر، وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناواك، فلا تسمعنَّ فيه قول أحد، أنت إليه أحوج منه إليك، وادع الناس إذا مت للبيعة، فمن قال برأسه هكذا، فقل بسيفك هكذا. (مروج الذهب، وتاريخ الخلفاء)(٢).
  ومن وصيته إليه: إذا أنا مت فشمر واتَّزر، والبس جلد نمر، وضع سيفك على عاتقك، فمن أبدى ذات نفسه لك فاضرب عنقه، ومن سكت مات بدائه. (مروج الذهب، وتاريخ الخلفاء)(٣).
  وفي مروج الذهب، قال الوليد: أيمكن للخليفة أن يُحاسَب؟
  فجاءه أخوه يزيد بن عبد الملك بأربعين شيخاً فشهدوا له: ما على الخليفة حساب ولا عذاب.
  وفي عهد الوليد مات الحجاج - لعنه الله - شوال سنة ٩٥ هـ، وله من العمر أربع
(١) قال في لسان العرب: وعَفَكَ الكلامَ يَعْفِكه عَفْكاً لم يُقِمْهُ، وحكي عن بعض العرب أَنه قال هؤلاء الطَّمَاطِمة يَعْفِكون القول عَفْكاً ويَلْفِتُونه لَفْتاً. اهـ
(٢) تاريخ الخلفاء (ص ١٦٦)، مروج الذهب (٣/ ١٦١) بنقص يسير، وانظر الكامل (٣/ ٥٣١)، وتاريخ الإسلام (٦/ ١٤٤)، وتاريخ دمشق (٦٣/ ١٧١).
(٣) تاريخ الخلفاء (ص ١٦٦)، مروج الذهب (٣/ ١٦٠)، وانظر تاريخ الإسلام (٦/ ١٤٣)، وتاريخ دمشق (٦٣/ ١٧٢).