شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سليمان بن عبد الملك (ت 99 هـ)

صفحة 188 - الجزء 1

  وخمسون سنة، وكانت ولايته على العراق عشرين سنة.

  وكان في سجنه حين مات خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهنَّ ستة عشر ألف امرأة مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف، ولا من المطر والبرد في الشتاء.

  وذُكر أنه ركب يوماً فسمع ضجة فقال: ما هذا؟

  فقيل له: المحبوسون يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء.

  فالتفت إلى ناحيتهم وقال: اخسئوا فيها ولا تكلمون. انتهى من مروج الذهب⁣(⁣١).

سليمان بن عبد الملك (ت ٩٩ هـ)

  ثم قام بعد الوليد أخوه سليمان بن عبد الملك، وهذا هو الثاني من أولاد عبد الملك المذكورين في البيت.

  بويع له يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ٩٦ هـ، وتوفي لعشر خلون من صفر سنة ٩٩ هـ، وكان يأكل ولا يكاد يشبع. يأكل في اليوم نحواً من مائة رطل، ومات تخمة فهو شهيد بطنه. انتهى من الشافي [١/ ٤٨٦].

  وفي الكامل [٤/ ٩٤]: لبس يوماً حُلَّةً خضراء، وعمامة خضراء، ونظر في المرآة فقال: أنا الملك الفتي، فما عاش جمعة، ونظرت إليه جارية فقال: ما تنظرين؟ فقالت:

  أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان

  ليس فيما علمته فيك عيب ... كان في الناس غير أنك فان

  ***


(١) مروج الذهب (٣/ ١٦٧)، وقد تقدم ذكر بعض من هذا في الحواشي السابقة.