شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عمر بن عبد العزيز (ت 101 هـ)

صفحة 193 - الجزء 1

  وكان عمر يعطي الفقراء ويحرم الشعراء، وقال فيه بعض الشعراء:

  هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

  وأحسب الشاعر جريراً⁣(⁣١).

  ولا يشك أحد أن غيلان كان من كبار المعتزلة القائلين بالعدل والتوحيد، النافين للجبر والقدر والتشبيه. انتهى من الشافي [١/ ٤٨٩].

  وفي الكامل: وكان سبب محبته عليّاً أنه قال [أي عمر بن عبد العزيز]: كنت بالمدينة أتعلم العلم، وكنت ألزم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فبلغه عني شيء من ذلك [أي من سب علي] فأتيته يوماً وهو يصلي، فأطال الصلاة، فقعدت أنتظر فراغه، فلما فرغ من صلاته التفت إليَّ فقال لي: متى علمت أن الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم؟ قلتُ: لم أسمع ذلك. قال: فما الذي بلغني عنك في علي؟ فقلت: معذرة إلى الله وإليك! وتركت ما كنت عليه.

  وكان أبي إذا خطب فنال من علي ¥ تلجلج، فقلت: يا أبت إنك تمضي في خطبتك، فإذا أتيتَ على ذكرِ عليٍّ عرفت منك تقصيرا؟ قال: أو فطنت ذلك. قلت: نعم. فقال: يا بني؛ إن الذين حولنا لو يعلمون من عليٍّ ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده.

  فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجله، فترك ذلك وكتب بتركه. انتهى من الكامل [٤/ ٩٨].

  وفي الكامل [٤/ ١١٣]: توفي عمر بن عبد العزيز في رجب سنة إحدى ومائة، وكان


(١) ورد البيت ضمن قصيدة جرير في: نوادر الخلفاء (٧٠)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٧/ ٣٨)، مرآة الزمان (١٠/ ٢٨١)، تاريخ دمشق (٩٧٨٥) (٧٢/ ٩٥)، أنساب الأشراف (٨/ ١٣٥)، وغيرها.