شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

حقيقة القدر

صفحة 207 - الجزء 1

  فهربوا لذلك من هذا الاسم وألصقوه بغير أهله، فحق عليهم وعيد الله في قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}⁣[النساء: ١١٢].

  هذا، وإنما حكينا هاتين الروايتين عن الجعد وغيلان لتعزيز ما تقدم من أن بني أمية هم الذين تَبَنَّوا مذهب الجبر، هذا وبما أنا قد تكلمنا حول القدر فلنتكلم حول كلام الله، فنقول:

  لا شك أن كلام الله تعالى فعل من أفعاله.

  ولا شك أن الفاعل متقدم في الوجود على فعله؛ فيكون الفعل على هذا محدثاً غير قديم.

  وقد قال تعالى في القرآن: {فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}⁣(⁣١) [الإسراء: ١٢].

  ***


= وَفِي الْأَكْمَلِ عَنْ مَالِكٍ | أَنَّهُ يُسْتَتَابُ الْقَدَرِيَّةُ، قَالَ: يَعْنِي الْجَبْرِيَّةُ (وَعَنْ) الْحَسَنِ | أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا # إلَى الْعَرَبِ وَهُمْ قَدَرِيَّةٌ مُجْبِرَةٌ يحملُونَ ذُنُوبَهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، تَصْدِيقه فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}⁣[الأعراف: ٢٨] أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ الْمُجَازَفَةِ وَالْمُكَابَرَةِ وَالْإِلْحَادِ فِي آيَاتِهِ تَعَالَى. اهـ (بلفظه).

(١) والتفصيل علامة الحدوث، وقد قال سبحانه: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ٢}⁣[الأنبياء]، والآية الأخرى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ٥}⁣[الشعراء]، وللتوسع تراجع كتب أصول الدين، وسيأتي شيء من ذلك ص ٢٨٤ في ذكر الواثق العباسي.