كيفية بداية الدولة العباسية:
  وربما قدم الأيام وأخرها، وكان المأمون في أول أيامه يشرب الثلاثاء والجمعة، ثم أدمن الشراب في آخر أيامه عند خروجه إلى الشام في سنة خمس عشرة بعد المائتين إلى أن توفي، وكان المعتصم لا يشرب ليلة الخميس ولا يوم الجمعة، ويشرب فيما سوى ذلك، وكان الواثق ربما أدمن الشرب إلاَّ ليلة الجمعة ويومها. أفاد ذلك في الشافي [٢/ ١٧٥](١).
  قال أبو فراس بن حمدان وهو يمدح أهل البيت ويذكر مساوئ خلفاء بني العباس في قصيدته الميمية المشهورة التي أولها(٢):
  الدِّين مخترم والحق مهتضم ... وفَيْئُ آلِ رسول الله مقتسم
  ومنها:
  ولا يبيت لهم خنثى ينادمهم ... ولا يرى لهم قرد ولا حشم
  ما في بيوتهمُ للخمر معتصر ... ولا ديارهم للسوء معتصم
  البيت والركن والأستار تعرفهم ... وزمزم والصفا والحِجْر والحرم
  تُنْشا التلاوة من أبياتهم حقباً ... ومن بيوتِكُمُ الأوتار والنغَم
  منهم عُلَيَّة أم منكم وهل لهم ... شيخ المغنين إبراهيم أم لكم
  إذا تلوا آية غنَّى إمامكم ... قف بالطلول التي لم يعفها القدم
  هذا، وقد اشتهر عنهم مناكير سِوَى ما ذكرنا.
(١) التاج في أخلاق الملوك للجاحظ (١٥٢ - ١٥٣) وذكر ابن حزم في رسائله (٢/ ٧٣) كل من شرب الخمر من الخلفاء عموماً دون تفصيل.
(٢) ديوان أبي فراس (١/ ٣٢٦)، دواوين الشعر العربي (١٨/ ٢٠).