شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كيفية بداية الدولة العباسية:

صفحة 226 - الجزء 1

  قال ابن الرومي في قصيدته الجيمية التي رثى بها يحيى بن عمر⁣(⁣١):

  لئن لم يكن بالهاشميين عاهة ... لما شكلكم تالله إلا الْمُعَلَّجُ⁣(⁣٢)

  بآيةَ أن لا يبرحَ المرؤُ منكم ... يُتَلُّ على حُرِّ الجبين فيُعْفَجُ⁣(⁣٣)

  يبيت إذا الصهباء رَوَّتْ عظامَه ... يساوره علج من الروم أعلج

  فيطعنه في سُبَّة السوء طعنةً ... يقوم لها من تحته وهو أَفْحَجُ⁣(⁣٤)

  فهل عاهة إلا كهذا وإنكم ... لأكذب مسؤولٍ عن الحقِّ يلهَجُ

  فلا تجلسوا وسط المجالس حُسَّراً ... ولا تركبوا إلا ركائب تُحْدَجُ⁣(⁣٥)

  أبى الله إلاَّ أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصالحات ويفلجُوا

  قوله: «وأتى الخُرَاسَاني بالسُّمْرِ»:

  الخراساني هو أبو مسلم الخراساني، أكبر دعاة بني العباس، أرسله إبراهيم الإمام إلى خراسان، ومن وصيته له: ... واقتل من شككت فيه، وإن استطعت ألا تدع بخراسان من يتكلم العربية فافعل، وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله. [الكامل (٤/ ٣٥١) ] وستأتي.

  وإبراهيم الإمام هو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،


(١) ديوان ابن الرومي (١/ ١٠٠١)، دواوين الشعر العربي (٧٧/ ٧٥).

(٢) المعلج: المولد بين جنسين.

(٣) العفج: الجماع.

(٤) الأفحج: المتباعد ما بين الرجلين.

(٥) قال في لسان العرب: والحِدْجُ من مراكب النساءِ يشبه المِحَفَّة والجمعُ أَحْداجٌ وحُدُوجٌ. اهـ (٢/ ٧٩٨).