كيفية بداية الدولة العباسية:
  قال ابن الرومي في قصيدته الجيمية التي رثى بها يحيى بن عمر(١):
  لئن لم يكن بالهاشميين عاهة ... لما شكلكم تالله إلا الْمُعَلَّجُ(٢)
  بآيةَ أن لا يبرحَ المرؤُ منكم ... يُتَلُّ على حُرِّ الجبين فيُعْفَجُ(٣)
  يبيت إذا الصهباء رَوَّتْ عظامَه ... يساوره علج من الروم أعلج
  فيطعنه في سُبَّة السوء طعنةً ... يقوم لها من تحته وهو أَفْحَجُ(٤)
  فهل عاهة إلا كهذا وإنكم ... لأكذب مسؤولٍ عن الحقِّ يلهَجُ
  فلا تجلسوا وسط المجالس حُسَّراً ... ولا تركبوا إلا ركائب تُحْدَجُ(٥)
  أبى الله إلاَّ أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصالحات ويفلجُوا
  قوله: «وأتى الخُرَاسَاني بالسُّمْرِ»:
  الخراساني هو أبو مسلم الخراساني، أكبر دعاة بني العباس، أرسله إبراهيم الإمام إلى خراسان، ومن وصيته له: ... واقتل من شككت فيه، وإن استطعت ألا تدع بخراسان من يتكلم العربية فافعل، وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله. [الكامل (٤/ ٣٥١) ] وستأتي.
  وإبراهيم الإمام هو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،
(١) ديوان ابن الرومي (١/ ١٠٠١)، دواوين الشعر العربي (٧٧/ ٧٥).
(٢) المعلج: المولد بين جنسين.
(٣) العفج: الجماع.
(٤) الأفحج: المتباعد ما بين الرجلين.
(٥) قال في لسان العرب: والحِدْجُ من مراكب النساءِ يشبه المِحَفَّة والجمعُ أَحْداجٌ وحُدُوجٌ. اهـ (٢/ ٧٩٨).