شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كيفية بداية الدولة العباسية:

صفحة 227 - الجزء 1

  وهو أخو السفاح، قتل إبراهيم في سجن مروان الحمار، وقد اختلف في صفة قتله، وكان قتله قبل هزيمة مروان بجمعة، وأبو مسلم الخراساني هو الذي قامت دولة العباسيين بسيفه، وكان جريئاً على سفك الدماء، فقد أربى في ذلك على الحجاج بن يوسف كما قيل.

  والسُّمْرُ هم أهل خراسان، سماهم شيخنا # (سمراً) للباسهم السّواد، والمراد بهم الجيش الذين أتى بهم أبو مسلم من خراسان، أتى بهم من هناك لاستكمال مشواره في سحق جيوش مروان، واستئصال ما بقي من سلطان بني أمية.

  ولم يأت أبو مسلم بجيشه الخراساني من خراسان وما إليها إلاَّ بعد أن سحق بجيشه ذلك سلطان بني أمية في تلك البلاد، وقتل كل من له صلة بذلك السلطان من قريب أو بعيد، واسم أبي مسلم عبد الرحمن بن مسلم.

  وفي أول أيام دولة السفاح قَتَل أبو مسلم اثنين من كبار دعاة الدولة هما: أبو سلمة الخلال الذي كان يقال له: وزير آل محمد، وسليمان بن كثير.

  أما أبو سلمة الخلال فقد اتهم بأنه كان يريد تحويل السلطان إلى آل أبي طالب، وذلك أنه - أي: أبا سلمة - عندما قدم عليه السفاح ومن معه من بني العباس الكوفة، وهو في معسكره أخفى بني العباس أربعين ليلة، وكان الناس يسألونه عن الإمام وعن قدوم الإمام فيقول: لم يقدم بعد⁣(⁣١)، وأما سليمان بن كثير فإن أبا مسلم أحضره وقال له: أتحفظ قول الإمام لي: من اتهمته فاقتله؟ قال: نعم. قال: فإني قد


(١) الكامل (٥/ ٦) وذكر نحو ذلك أبو علي التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة (٤/ ٢٧٥) وابن مسكويه في كتابه تجارب الأمم (٣/ ٣١٦) وقد تقدمت في حاشية سابقة.