شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قتل أبي جعفر لأهل البيت $ وشيعتهم:

صفحة 236 - الجزء 1

  له العابد، وكانوا لا يعرفون في حبسهم الليل من النهار، وإنما يعرفون أوقات الصلاة بوظائف ذِكْره، وكان مُجاب الدعوة، فقال له عمه عبد الله بن الحسن: ألا تدعو فيفرّج عنّا. قال: إن لنا منزلة في الجنة لا نبلغها إلا بمثل هذا، أو بما هو أعظم، وإن لأبي جعفر منزلة في النار لا يبلغها حتى يبلغ منا مثل هذه البلية، أو ما هو أعظم، فإن شئت أن تصبر فما أوشك أن تموت وتستريح، وإن شئت أن ندعو الله أن يفرِّج عنّا ويقصر بأبي جعفر غايته التي له في النار فعلنا. قال عمه: أَصْبِرُ⁣(⁣١).

  ٥ - العباس⁣(⁣٢) بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.


= بن الحسن وهو ساجد في حبس أبي جعفر، فقال عبد الله: أيقظوا ابن أخي، فإني أراه قد نام في سجوده. قال: فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا. فقال: رضي الله عنك، إن علمي فيك أنك تخاف هذا المصرع. اهـ قال: حدّثنا عبد ربه - يعني ابن علقمة - عن يحيى بن عبد الله، عن الذي أفلت من الثمانية، قال: لما أدخلنا الحبس قال علي بن الحسن: اللهم إن كان هذا من سخط منك علينا فاشدد حتى ترضى. فقال عبد الله بن الحسن: ما هذا يرحمك الله؟.

ثم حدثنا عبد الله عن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله ÷ قالت: قال لي رسول الله ÷: «يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون» فقلت: نحن ثمانية. قال: هكذا سمعت. قال: فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى، وأصابوني وبي رمق وسقوني ماء، وأخرجوني فعشت. اهـ وتوفي علي بن الحسن وهو ابن خمس وأربعين سنة، لسبع بقين من المحرم سنة ست وأربعين ومائة. اهـ (باختصار من المقاتل ١٧٤ وما بعدها) وترجم له ابن سعد في الطبقات الكبرى (٧/ ٥٤٢) وتاريخ الإسلام للذهبي ت تدمري (٩/ ٢٢٦).

(١) تيسير المطالب (٥٧١) والشافي (ط ٢ - ج ١/ ٥٥٣) والحدائق الوردية (ط ٢ - ج ١/ ٣٤٨) ومقاتل الطالبيين (١٧٨).

(٢) وأمه عائشة بنت طلحة الجود بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. اهـ وتوفي العباس في الحبس وهو ابن خمس وثلاثين، لسبع بقين من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة. اهـ باختصار من المقاتل (١٧٩، وما بعدها) وانظر تاريخ الطبري (٧/ ٥٣٧).