شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

علي بن العباس بن الحسن بن الحسن (ع)

صفحة 243 - الجزء 1

  مؤتم الأشبال كذا، مخفين شخصيته.

  وكان قد بُذل له مال جليل ليخرج ويأمن، فعذله بعض أصحابه وقال: أرحنا مما نحن فيه من الخوف، وخذ هذه الأموال، فقال #: لَأَنْ يَبِيتُوا ليلة خائفين مني وأبيت ليلة خائفاً منهم أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها⁣(⁣١).

علي بن العباس بن الحسن بن الحسن (ع)

  وممن مات مسموماً مظلوماً بسطوتهم مهضوماً من أهل البيت $ في هذا العهد علي بن العباس بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وكان من فضلاء آل الرسول ÷، ولم يكن يخافهم إلا خيار عترة رسول الله ÷، حتى كان جواسيسه - أي: المهدي العباسي - تتفرق في الآفاق وتسأل دهماء الناس: مَنْ علمتم من أهل هذا البيت من عترة الرسول ÷ يعرف بعلم أو صلاح؟ فإذا أعلموا صاحبهم دسَّ إليه السُّم، أو قبضه إلى السجن، وكان علي بن العباس # قد دعا إلى نفسه ببغداد واستجابت له جماعة وافرة من الزيدية فدس عليه الجواسيس، فجاءوه بعلمه فقبض عليه قبل استحكام أمره، ولم يزل في حبسه إلى أن


(١) مقاتل الطالبيين (٣٤٧) ولفظه: فلما بذل المهدي لعيسى بن زيد من جهة يعقوب بن داود ما بذل له من المال والصلة نودي بذلك في الأمصار ليبلغ عيسى بن زيد فيأمن، فقال عيسى لجعفر الأحمر وصباح: قد بذل لي من المال ما بذل، وو الله ما أردت حين أتيت الكوفة الخروج عليه، ولأن أبيت خائفاً ليلة واحدة أحبّ إليّ من جميع ما بذل لي، ومن الدنيا بأسرها ... إلى أن ذكر رواية أخرى قال فيها: حج عيسى بن زيد والحسن [بن صالح]، فسمعنا منادياً ينادي: ليبلغ الشاهد الغائب أن عيسى بن زيد آمن في ظهوره وتواريه، فرأى عيسى بن زيد الحسن بن صالح قد ظهر فيه سرور بذلك فقال: كأنك قد سررت بما سمعت، فقال: نعم. فقال له عيسى: والله لإخافتي إيّاهم ساعة أحبّ إليّ من كذا وكذا. اهـ (مقاتل).