شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عودة إلى ذكر عيسى بن زيد (ع)

صفحة 244 - الجزء 1

  وفد عليه الحسين بن علي الفَخِّي # فكلمه فيه واستوهبه؛ فوهبه له، فدس إليه شربة سُم، فلم تزل تعمل فيه حتى قدم المدينة فتفسخ لحمه وتباينت أعضاؤه بعد دخول المدينة بثلاثة أيام⁣(⁣١).

عودة إلى ذكر عيسى بن زيد (ع)

  ومات عيسى بن زيد # في تواريه، فلما بلغ المهدي نبأ موته خَرَّ ساجداً.

  وكان عيسى بن زيد شجاعاً، ورعاً، تقيَّاً، عالماً، زاهداً، نافذ البصيرة، وله مقامات في القتال عجيبة، ولولا ميلنا في كتابنا إلى الاختصار لحققنا أحوالهم $ تحقيقاً بليغاً، ولكنا نذكر ما يدل على ما وراءه، فمن طلبه وجده في أخبار أهل البيت $ في كتب جَمَّة مضبوطة بالأسانيد الصحيحة.

  وكان كثير العلم واسع الرواية، وقد روى عن: أبيه، وعن جعفر بن محمد، وعن أخيه عبد الله بن محمد، هؤلاء من أهل البيت $. وعن سفيان بن سعيد الثوري، والحسن بن صالح بن حي، وشعبة بن الحجاج، ويزيد بن أبي زياد، والحسن بن عمارة، ومالك بن أنس، وعبد الله بن عمر العمري، ونظرائهم كثير عددهم، فهؤلاء الذين أَخَذَ العلم عنهم من العامة⁣(⁣٢).

  وكان مطبوعاً على العلم حريصاً عليه من حال صغره، وانطوى ديوانه على عشرة آلاف مقاتل من أهل الكوفة دون غيرهم، فقال له ذات يوم الحسن بن صالح |: إلى متى تُسَوِّف القيام وهذا ديوانك قد انطوى على عشرة آلاف مقاتل من أهل


(١) مقاتل الطالبيين (٣٤٢) وذكر ذلك العصامي المكي في كتابه (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي) (٤/ ١٧٩).

(٢) مقاتل الطالبيين (٣٤٥).