عودة إلى ذكر عيسى بن زيد (ع)
  الكوفة دون غيرهم؟ فقال: أتفرحني بكثرة الأعداد وأنا بهم عارف؟ فإني والله لو وجدت فيهم ثلاث مائة رجل أعْلَمُ أنهم يريدون الله، ويبذلون أنفسهم له، ويصدقون لقاء عدوه في طاعته، لخرجت قبل الصباح حتى أبلي عند الله عذراً في أعدائه، وأجري المسلمين على سنته وسنة نبيه؛ ولكن لا أعرف موضع ثقة يفي ببيعته لله، ويثبت عند اللقاء؛ قال: فبكى الحسن بن صالح حتى سقط مغشياً عليه(١).
  وكان ممن يقوم بخدمته جعفر الأحمر، وصباح الزعفراني، وخصيب الوانسي وكان من أفاضل الشيعة، وكان له بلاءٌ بين يدي محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن #. وكان علي بن عبد الله(٢) ممن خرج مع محمد بن عبد الله، وتوارى أيام أبي جعفر.
(١) مقاتل الطالبيين (٣٥٣).
(٢) هكذا في الشافي ط ٢ (ج ١/ ٥٤٧) ولوامع الأنوار ط ٥ (ط ١/ ٣٣٢) الفصل الثاني، والذي في التحف ط ٦ (ص ٩٩) نقلاً عن مقاتل الطالبيين أن عبد الله بن جعفر خرج مع إبراهيم بن عبد الله، ولعل هذا هو الذي يوافق تاريخ وفاة عبد الله بن جعفر سنة (١٧٨ هـ) وفي المقاتل في معرض الحديث عن عبد الله بن جعفر ما لفظه: هذا والد علي بن عبد الله بن جعفر المديني المحدث، وكان من قراء القرآن، وكبار المحدثين، وخرج مع محمد بن عبد الله، فلم يزل معه حتى قتل محمد وطلبه المنصور فتوارى منه ... ، قال أبو الفرج أيضاً في خلال ذكر مقتل إبراهيم بن عبد الله: خرج مع إبراهيمَ بنِ عبدِ الله عبدُ الله بن جعفر الْمَدِيني، فقال له ليلة: قم بنا حتى نطوف في العسكر، فقام معه، فسمع في ناحية عسكره صوت طنبور، فاغتم لذلك، وقال لعبد الله بن جعفر: ما أرى عسكراً فيه مثل هذا يُنْصَرُ. اهـ (من المقاتل ص ٣٠٦) هذا عبد الله بن جعفر ... فأما ولده علي بن عبد الله الْمَدِيني أو المدني فهو من المحدثين الثقات عند الجميع. قال الإمام المجدد مجد الدين المؤيدي في لوامع الأنوار ط ٥ (ج ١/ ٣٣٢) في الفصل الثاني: وهو شيخ أحمد، والبخاري، وأبي داود، وغيرهم؛ خرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله @، اهـ. =