عودة إلى ذكر عيسى بن زيد (ع)
  روى أبو الفرج في كتابه الصغير(١) في أخبار آل الرسول ÷ [٣٥٠] عن عبد الله بن زيدان البجلي، قال: حدثني سعيد بن عمرو بن جنادة البجلي، قال: كان الحسن بن صالح وعيسى بن زيد بمنى اختلفا في مسألة من السيرة، فبينما هما يتناظران فيها إذ جاء رجل وقال: قَدِم سفيان الثوري، فقال الحسن بن صالح: قد جاء الشفاء؛ فقال عيسى بن زيد: فأنا أسأل عن هذا الذي اختلفنا فيه؛ وسأل عن موضعه فأخبرته، فقام إليه، ومضى إلى سفيان فسأله عن المسألة، فأبى سفيان أن يجيبه خوفاً على نفسه من الجواب؛ لأنه كان فيه شيءٌ على السلطان. فقال له حسن بن صالح: إنه عيسى بن زيد؛ فتنبه سفيان واستوفز، ثم نظر إلى عيسى كالمستثقل له، فتقدم إليه وقال: نعم، أنا عيسى بن زيد، فقال له: أحتاج إلى من يعرفك؛ لأن الغيبة كانت قد نكرت حاله، فقال: أجيئك بجناب بن بسطاس؟ قال: افعل، فأتى جناب فقال: نعم يا عبد الله، هذا عيسى بن زيد؛ فبكى سفيان فأكثر في البكاء، وقام
= ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج ١١/ ٤٥٥) فأجاد وأفاض، وكذلك الذهبي في ميزان الاعتدال (٣/ ١٣٨ - ١٤١) ترجمة رقم (٥٨٧٤) قال الذهبي: علي بن عبد الله بن جعفر، أبو الحسن، الحافظ، أحد الأعلام الأثبات، وحافظ العصر ... إلى قوله: وهذا أبو عبد الله البخاري - وناهيك به - قد شَحَنَ صحيحه بحديث علي بن الْمَدِيني، وقال: ما استصغرتُ نفسي بين يدي أحدٍ، إلا بين يدي علي بن الْمَدِينِي، ولو تُرِكَ حديثُ عليٍّ وصاحبِهِ محمدٍ، وشيخِهِ عبدِ الرزاق، وعثمانَ بنِ أبي شيبة، وإبراهيمَ بنِ سعدٍ، وعفَّانَ، وأَبَانَ العطَّارِ، وإسرائيلَ، وأَزْهَرَ السَّمَّان، وبَهْزَ بنِ أَسدٍ، وثابت البُنَانيِّ، وجَريرِ بن عبد الحميد لغلقنا البابَ، وانقطعَ الخطابُ، ولماتت الآثارُ، واسْتَوْلَتِ الزَّنادِقَةُ، ولخَرَجَ الدَّجال؛ أفما لك عَقْلٌ يا عُقَيْلي؟ انتهى من ميزان الاعتدال، توفي علي بن عبد الله بن جعفر سنة ٢٣٥ هـ.
(١) هو كتاب مقاتل الطالبيين الموجود اليوم، وهذا يدل على أن لأبي الفرج كتاباً كبيراً ضمَّنه غرائب التاريخ عن أهل البيت $ يا ليته كان موجوداً غير مفقود.