شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الثاني: الهادي العباسي موسى بن محمد بن أبي جعفر المنصور (ت 170 هـ)

صفحة 252 - الجزء 1

  إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين»⁣(⁣١).

  وروى أيضاً [٣٦٦] بسنده عن جعفر بن محمد: أنه نزل في فخ، فصلى، وقال: «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة»⁣(⁣٢).

  وروى أيضاً [٣٦٧] عن عبد الله بن الحسن: أنه قال: «يقتل في هذا الموضع [أي: فخ] رجل من أهل بيتي يتعاوى عليه الحاج ..».

  وفي الشافي [١/ ٥٦٢]: لما حضرت محمد بن سليمان الوفاة [وكان أحد قُوَّاد الجيش الذي قَتَل الفخي] جعلوا يلقنونه الشهادة، فلم يفصح بها لسانه؛ إلا أنه يقول:

  ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن ... شهدت حسيناً يوم فَخٍّ ولا حسن

  فلم يزل يردد هذا البيت حتى مات.

  وبعد، فإنه يكفي العاقل اللبيب من معرفة ضلال الأُمة أن يراها تُناصر وتُشايع مثل هذا الجبار العنيد، وأن يكون لها إماماً، وتكون له أتباعاً وأشياعاً، وقد قال تعالى: {لَاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..} الآية [المجادلة: ٢٢].

  ومن هنا ومما سبق وما يلحق يتبين للناظر صحة قول شيخنا الناظم # فيما سبق: «وَتَوَسَّعَتْ لِأَئِمَّةِ الْكُفْرِ»، وحقاً فإنهم بريئون من الإسلام - أعني الأئمة


(١) رواه في الشافي (ط ٢ - ج ١/ ٥٦٠) والحدائق الوردية ط ٢ (١/ ٣٤٩) وهو في مرآة العقول (٤/ ١٥٦).

(٢) رواه أحمد بن سهل الرازي في كتابه (أخبار فخ) (ص ٢٧٩) ورواه في الشافي (ط ٢ - ج ١/ ٥٦٠) والحدائق الوردية ط ٢ (١/ ٣٤٩).