شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإمام يحيى بن عبد الله @ (ت 175 هـ)

صفحة 255 - الجزء 1

الإمام يحيى بن عبد الله @ (ت ١٧٥ هـ)

  ممن قتله هارون: الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ بعد الإخافة له وملاحقته والبحث عنه، وبعد حبسه في أضيق البيوت وأظلمها، وكان يجلد في سجنه بأمر الرشيد، وبمرأى منه، فيناشده يحيى بن عبد الله بالله وبالرَّحم وبالقرابة من رسول الله ÷ وبقرابته منه، فيقول هارون: ما بيني وبينك قرابة. وكان الرشيد يدخل عليه السجن، فيأمر بضربه مائة عصى، فيناشده يحيى # مثل تلك المناشدة. وهكذا.

  حتى إذا كانت آخر مرة عاد الرشيد إلى يحيى في السجن وقال: عليَّ به.

  قالوا: هو عليل مدنف.

  وقد كان الرشيد في كل مرة يدخل على يحيى يأمر السجَّانين بتقليل الطعام على يحيى، حتى صار المقرر له في الليلة نصف رغيف ورطلين ماء.

  فخرج الرشيد من عنده في هذه المرة، فلم يلبث يحيى # أن مات.

  وقيل: إن الرشيد بنى عليه اسطوانة وهو حي.

  وقيل: إن الرشيد أمر بخنقه في محبسه.


= تتغزل في خادمين، اسم الواحد رشأ والآخر طل فمن قولها في طل الخادم:

أَيا سرحَةَ البستانِ طَال تَشَمُّسي ... فَهَل لي إِلَى ظِلٍّ إِلَيْك سبيلُ

مَتى يشتفي من ليسَ يُرجى خُرُوجه ... وليسَ لمن يهوى إِلَيْهِ دخولُ

فبلغ الرشيد ذلك؛ فحلف أنها لا تذكره، ثم تسمع عليها يوماً فوجدها وهي تدرس آخر سورة البقرة، حتى بلغت قوله تعالى {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} فلم تلفظ به وقالت فإن لم يصبها وابل فما نهانا عنه أمير المؤمنين، فدخل الرشيد وقبل رأسها، وقال لها: لقد وهبت لك طلًّا ولا منعتك بعد هذا عما تريدين منه، ذكر ذَلِك الصولي. اهـ