شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإمام يحيى بن عبد الله @ (ت 175 هـ)

صفحة 256 - الجزء 1

  وقيل: إنه سقاه سُمّاً.

  وقيل: إنه أجاع السباع ثم ألقاه إليها فأكلته.

  وقال حفيده: قتل جدِّي بالجوع والعطش في الحبس⁣(⁣١).

  أفاد هذه المعلومات عن يحيى بن عبد الله أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين [٤٠٣ - ٤٠٤].

  وكل هذا حصل من هارون بعد الأمان والعهد والأيمان المشدَّدة أنْ لا يتعرض ليحيى #، كما ذلك مشهور في أغلب كتب التاريخ التي لم يُتَّهم أصحابها لانحرافهم عن أهل البيت $، ولولا خشية الإطالة لوثقنا جميع ذلك بما يضطر الخصم إلى الاعتراف به والسلوك في طريق الصادقين من أهل البيت المطهرين.


(١) قال في مروج الذهب (٣/ ٣٤٢): قد روي من وجه آخر - على حسب تباين النسخ وطرق الرواية في ذلك في كتب الأنساب والتواريخ - أن يحيى ألقي في بركة فيها سباع قد جوعت، فأمسكت عن أكله، ولاذت بناحية، وهابت الدنو إليه، فبني عليه ركن بالجص والحجر وهو حي.

وانظر عن أخبار يحيى بن عبد الله، وأمان هارون له، ثم سَعْي الزبيري به عند هارون وما كان بينهما من المحاورة، ثم يمين الزبيري، وذكر أن الله ضربه بالفالج عند خروجه من المجلس فوراً فمات: تاريخ الطبري (٤/ ٦٢٨، وما بعدها) وذكر فيه كيف كان موت يحيى # فقال: طلب الأمان من الفضل، فأمَّنه وحمله إلى الرشيد، فحبسه فلم يزل محبوساً حتى مات. وقيل إن الموكل به منعه من الطعام أياماً، فمات جوعاً. وخبرني رجل من موالي بني هاشم قال: كنت محبوساً في الدار التي فيها يحيى بن عبد الله، فكنت إلى جانب البيت الذي هو فيه، فربما كلمني من خلف حائط قصير، فقال لي يوماً: إني قد منعت الطعام والشراب منذ تسعة أيام، فلما كان اليوم العاشر دخل الخادم الموكل به، ففتش البيت، ثم نزع عنه ثيابه، ثم حل سراويله، فإذا بأنبوبة قصب شدها في باطن فخذه، فيها سمن بقر كان يلحس منه الشيء بعد الشيء يقيم برمقه، فلما أخذها لم يزل يفحص برجله حتى مات. اهـ وذكر هذا في تاريخ اليعقوبي (٢/ ٣٤٥).