شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(المأمون) عبد الله بن هارون (الغوي) (ت 218 هـ)

صفحة 264 - الجزء 1

  تسأله عن شيء حتى يبتديك فإنِّي أعرف الناس بمسألتكم يا أهل الشام.

  فقال: ما كنت متجاوزاً ما أمرتني.

  فدخلت على المأمون، فقلت: أصبت الرجل يا أمير المؤمنين.

  فقال: أدخله.

  فدخل فسلّم، ثم استدناه، وكان المأمون على شغله من الشراب، فقال له: إني أريدك لمجالستي ومحادثتي.

  فقال الشامي: يا أمير المؤمنين إن الجليس إذا كانت ثيابه دون ثياب جليسه دخله لذلك غضاضةٌ.

  قال: فأمر المأمون أن يخلع عليه.

  قال علي: فدخلني من ذلك ما الله به أعلم.

  فلما خلع عليه ورفع إلى مجلسه، قال: يا أمير المؤمنين، إذا كان خاطري معلقاً بعيالي لم تنتفع بمحادثتي.

  قال: خمسون ألفاً تحمل لك إلى منزلك.

  قال: يا أمير المؤمنين؛ وثالثة.

  قال: وما هي؟

  قال: قد دعوت بشيءٍ يحول بين المرء وعقله، فإن كانت مني هنة فاغتفرها.

  قال: وذلك.

  قال علي: فكأنّ الثالثة جلت عني ما كان بي⁣(⁣١).


(١) القصة بتمامها في: تاريخ الطبري (٨/ ٦٥٦)، وتاريخ بغداد (١٥١).