(المأمون) عبد الله بن هارون (الغوي) (ت 218 هـ)
  تسأله عن شيء حتى يبتديك فإنِّي أعرف الناس بمسألتكم يا أهل الشام.
  فقال: ما كنت متجاوزاً ما أمرتني.
  فدخلت على المأمون، فقلت: أصبت الرجل يا أمير المؤمنين.
  فقال: أدخله.
  فدخل فسلّم، ثم استدناه، وكان المأمون على شغله من الشراب، فقال له: إني أريدك لمجالستي ومحادثتي.
  فقال الشامي: يا أمير المؤمنين إن الجليس إذا كانت ثيابه دون ثياب جليسه دخله لذلك غضاضةٌ.
  قال: فأمر المأمون أن يخلع عليه.
  قال علي: فدخلني من ذلك ما الله به أعلم.
  فلما خلع عليه ورفع إلى مجلسه، قال: يا أمير المؤمنين، إذا كان خاطري معلقاً بعيالي لم تنتفع بمحادثتي.
  قال: خمسون ألفاً تحمل لك إلى منزلك.
  قال: يا أمير المؤمنين؛ وثالثة.
  قال: وما هي؟
  قال: قد دعوت بشيءٍ يحول بين المرء وعقله، فإن كانت مني هنة فاغتفرها.
  قال: وذلك.
  قال علي: فكأنّ الثالثة جلت عني ما كان بي(١).
(١) القصة بتمامها في: تاريخ الطبري (٨/ ٦٥٦)، وتاريخ بغداد (١٥١).