(المتوكل) جعفر بن محمد بن هارون (ت 247 هـ):
  ٥٠ - هذا ولمّا مات واثقهم ... أَبْدَى أخوه فَضَاضَةَ الكِبرِ
  ٥١ - مُتَوَكِّلٌ رِجْسٌ سَجِيَّتُهُ ... بُغْضُ الرسول وآله الغُرِّ
  ٥٢ - فَأُتِيحَ مُنْتَصِرٌ فأوْجَرَهُ ... طَعْناً فَخَرَّ مُعَفَّرَ الثَّغْرِ
  ٥٣ - وأذاق والده الِحمامَ بما ... آذى النبي ففاز بالفَخْر
(المتوكل) جعفر بن محمّد بن هارون (ت ٢٤٧ هـ):
  اسمه جعفر بن محمّد بن هارون الرشيد، بويع له يوم مات أخوه الواثق لست بقين من ذي الحجة سنة ٢٣٢ هـ، وقتل ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة ٢٤٧ هـ، وكانت أيامه أشد أيام مرَّت بآل رسول الله ÷ من أيام بني العباس، كان شديد الوطأة على العترة الطاهرة، متهيماً بأمرهم، شديد الغيظ والحنق عليهم، سيئ الظن بهم والتهمة لهم، فبلغ في أمرهم ما لم يبلغه أحد ممن كان قبله من جبابرة آبائه.
  وذلك أنه كَرَبَ قبر الحسين [أي: حَرَثَه] وعفا آثاره، ووضع على طرق الزوار المسالح، ولا يجدون أحداً يجيء لزيارته إلا جاؤوا به فقتله أو نَهِكَه(١) عقوبةً.
  وكان مما بالغ في عداوة أهل بيت رسول الله ÷ أنه استعمل على مكة والمدينة - حرسهما الله تعالى - عمر بن الفرج الرجحي(٢)، فمنع آل أبي طالب من التعرض للناس، ومنع الناس من برهم، والتقرب إلى الله بإعطائهم، وكان لا يبلغه أن أحداً بَرَّ أحداً منهم بشيء إلا أنهكه عقوبة وأثقله غرماً، حتى كان القميص الواحد يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدةً بعد واحدةٍ، ثم يرفعنه،
(١) من باب فهم، أي: بالغ في عقوبته. انتهى مختار صحاح.
(٢) في مقاتل الطالبيين: الرخجي.