شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(المتوكل) جعفر بن محمد بن هارون (ت 247 هـ):

صفحة 290 - الجزء 1

  ويجلسن على مغازلهن، عواري حواسر⁣(⁣١).

  وهذا في حال أن المغنيات والراقصات والصَّنَّاجات والعوادات تُحمل إليهن أنواع الثياب الفاخرة على الإبل والبغال. انتهى من الشافي [١/ ٦٧٨].

  قلت: فلذلك قال أنصار المذهب الأموي ما رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء [٢٥٢]: الخلفاء ثلاثة: (أبو بكر الصديق في قتل أهل الرِّدَّة، وعمر بن عبد العزيز في رد المظالم، والمتوكل في إحياء السنة ..).

  وحقاً فلقد أحيا المتوكل سنة بني أمية التي هي قتل أهل البيت ومضايقتهم، والتشدد في عداوتهم، والقسوة في معاملتهم.

  وقد كان أخوه الواثق أمات هذه السُّنة، فأحسن إلى أهل البيت ووسَّع عليهم، وأغدق عليهم العطاء، ووفَّر لهم الأمن والسلام، و ... إلخ.

  فاستاء أتباع بني أُمَية لذلك، وضاقت عَلَيْهِمُ الأرض بما رَحُبَتْ، فلما جاء المتوكل وأحيا السنة العتيقة استبشروا غاية الاستبشار، وبالغوا في الثناء عليه والتعظيم له، حتى قالوا: إنه ثالث الخلفاء المجددين في تاريخ الإسلام.

  وفي الكامل [٦/ ١٧٥]: ذُكِرَ أن أبا الشمط مروان بن أبي الجنوب قال: أنشدت المتوكل شعراً ذكرت فيه الرافضة، فعقد لي على البحرين واليمامة [أي: ولَّاه عليهما] وخلع علي أربع خلع وخلع علي [ابنه] المنتصر، وأمر لي المتوكل بثلاثة آلاف دينار فنُثِرَت عليَّ وأمر ابنه المنتصر وسعد الإيتاخي أن يلقطاها لي ففعلا، والشعر الذي قلته:


(١) مقاتل الطالبيين (٤٧٩).