(المتوكل) جعفر بن محمد بن هارون (ت 247 هـ):
  مُلْكُ الخليفةِ جعفرٍ ... للدين والدنيا سلامَهْ
  لكمُ تراث محمّدٍ ... وبِعَدْلِكُم تُشْفَى الظلامَهْ
  يرجو التراث بنو البنا ... ت(١) وما لهم فيها قلامَهْ
  والصهر(٢) ليس بوارث ... والبنت لا ترث الإمامَهْ
  ما للذين تنحَّلُوا ... ميراثَكم إلاَّ الندامَهْ
  أخذ الوراثةَ أهلُها ... فعَلَامَ لومُكُمُ عَلامَهْ؟!
  أو كان حقكم لما ... قامت على الناس القيامَهْ
  ليس التراث لغيركم ... لا والإله ولا كرامَهْ
  أصبحت بين محبكم ... والمبغضين لكم علامَهْ
  ثم نثر عَلَيَّ بعد ذلك لشعر قلتُه في هذا المعنى عشرة آلاف درهم. انتهى.
  وفيه أيضاً [٦/ ١٣٠]: وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب #، ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً وأهله بأخذ المال.
  وكان من جملة ندمائه عُبَادةُ المخنث، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدّة، ويكشف رأسه وهو أصلع، ويرقص بين يدي المتوكل، والمغنُّون يغنون: قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين. يحكي بذلك علياً #، والمتوكل يشرب ويضحك؛ فقال له ابنه المنتصر: يا أمير المؤمنين، إن الذي يحكيه هذا الكلب ويُضْحِكُ منه الناس، هو ابن عمك، وشيخ أهل بيتك، وبه فخرك، فكل أنت لحمه
(١) بنو البنات: أي أبناء فاطمة من ذرية الحسنين $.
(٢) أي علي بن أبي طالب #.