[القائمون من العترة أيام المتوكل وضحاياه]
  إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه؛ فقال المتوكل للمغنين: غنوا جميعاً:
  غار الفتى لابن عمِّه ... رأس الفتى في حِر أُمِّه
  فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل.
  وفيه أيضاً [٦/ ١٣٠]: وقيل: إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء، المأمون، والمعتصم، والواثق في محبَّة علي وأهل بيته؛ وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي #، فكانوا يخوفونه من العلويين، ويشيرون إليه بإبعادهم والإعراض عنهم، والإساءة إليهم. انتهى.
[القائمون من العترة أيام المتوكل وضحاياه]
  ولشدة عداوة المتوكل لآل أبي طالب فقد تفرقوا في البلدان خوفاً منه، وخرج عليه منهم لذلك: محمّد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وكان من فتيان آل أبي طالب، وفتاكهم وشجعانهم، وظرفائهم وشعرائهم، أُخِذ بعد خروجه غيلة فحبس بـ (سر من رأى) سنين، ثم أطلق ومات بها، ومن شعره في الحبس قوله(١):
  طرب الفؤادُ وعاودت أحزانه ... وتشعَّبَتْ شُعَباً به أشجانُهُ
  وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألَّق موهناً لمعانُهُ
(١) ذكره وذكر خروجه وموته وهذا الشعر في مقاتل الطالبيين (٤٨٠ - ٤٨١) وترجم له في «فوات الوفيات» (٣/ ٣٩٢) فقال: محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب؛ حمله المتوكل من البادية سنة أربعين ومائتين في من طلبه من آل أبي طالب، فحبس ثلاث سنين ثم أطلق، فأقام بسامراء، ثم عاد إلى الحجاز. وكان راوية أديباً شاعراً، وهو القائل في الحبس من أبيات: ... ثم ذكر الأبيات، اهـ. (وانظر التحف ١٥٩).