(المستعين) أحمد بن محمد بن هارون (ت 252 هـ)
  فمن ذلك قول علي بن العباس الرُّومِي، وهي من مختار ما رُثِي به(١):
  أمامَك فانظر أيّ نهجيك تنهجُ ... طريقان شَتّى مستقيم وأعوجُ
  ألا أيُّهذا الناس طال ضَرِيرُ كُم ... بآل رسول الله فاخشوا أو ارتجوا
  أَكُلَّ أوانٍ للنبي محمَّدٍ ... قتيلٌ زكيٌّ بالدماءِ مُضَرَّجُ(٢)
  تبيعون فيه الدين شر أئمةٍ ... فللَّه دين الله قد كان يَمْرُجُ(٣)
  ومنها:
  أبعد المُكَنَّى بالحسين شهيدكم ... تضاء مصابيح السماء فَتُسْرَجُ
=
قَطَّعَتْ وَجْهَهُ سُيُوفُ الْأَعَادِي ... بِأَبِي وَجْهُهُ الْوَسِيمُ الْجَمِيلُ
وليحيى الفتى بقلبي غليلٌ ... كيف يؤذي بالجسم ذاك الغليلُ
قَتْلُهُ مُذَكِّرٌ لِقَتْلِ عَلِيٍّ ... وَحُسَيْن، وَيَوْمَ أُوذِي الرَّسُولُ
فَصَلَاةُ الْإِلَهِ وَقفًا عَلَيْهِمْ ... مَا بَكَى مُوجَسٌ وَحَنَّ ثَكُولُ
انتهى منه، وذكر قصة خروجه وتفاصيلها الطبري في تاريخه (٩/ ٢٦٦ - ٢٧٠) وابن مسكويه في تجارب الإمم وتعاقب الهمم (٤/ ٣٢٦) وابن الجوزي في (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (١٢/ ٣٣) وابن الأثير في الكامل في التاريخ (٦/ ١٩٨) وابن كثير في البداية والنهاية ط إحياء التراث (١١/ص ٨).
(١) ديوان ابن الرومي (١/ ١٠٠١)، دواوين الشعر العربي (٧٧/ ٧٥).
(٢) قال في لسان العرب: ضَرَجَ الثوبَ وغيرَه: لَطَخه بِالدَّمِ ونحوِه مِنَ الحُمْرة. اهـ (٢/ ٣١٣).
(٣) قال في لسان العرب: ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ: فَسَدَ؛ قَالَ أَبو دُواد:
مَرِجَ الدِّينُ فأَعْدَدْتُ لَهُ ... مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ
وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لَمْ يَفِ بِهِ. ومَرِجَ الناسُ: اخْتَلَطُوا. ومَرِجَتْ أَماناتُ النَّاسِ: فَسَدَتْ. ومَرِجَ الدِّينُ والأَمرُ: اخْتَلَطَ واضْطَرَبَ؛ وَمِنْهُ الهَرْجُ والمَرْجُ. وَيُقَالُ: إِنما يَسْكُنُ المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً لِلْكَلَامِ. والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ. والمَرَجُ: الفسادُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَيْفَ أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ؟ أَي فسَدَ وقَلِقَتْ أَسبابُه. اهـ (٢/ ٣٦٥).