(المستعين) أحمد بن محمد بن هارون (ت 252 هـ)
  لنا وعلينا لا عليه ولا له ... تُسَجْسِجُ أسرابُ الدموع وتَنْشُجُ
  ومنها:
  أيحيى العُلا لهفي لذكراك لهفةً ... يباشر مكواها الفؤاد فَيَنْضُجُ
  سلامٌ وريحانٌ ورَوحٌ ورحمةٌ ... عليك وممدود من الظل سجسجُ(١)
  ولا برح القاع الذي أنت جاره ... يرف عليه الأقحوان(٢) المُفَلَّجُ
  ويا أسفي ألَّا تَرُدّ تحيَّةً ... سِوَى أَرَجٍ من طيب رمسك يَأرَجُ
  ومنها في ذم بني العباس:
  بآيةَ ألَّا يبرح المرء منكم ... يُكَبُّ على حُرِّ الجبين فيُعفجُ
  يبيت إذا الصهباء روَّت مشاشه ... يُساوره عِلْجٌ من الروم أَعْلَجُ
  فيطعنُه في سبَّة السوء طعنةً ... يقوم لها من تحته وهو أَفْحَجُ
  لِذاك بني العباس يصبر مثلكم ... ويصبر للموت الكميُّ المُدَجَّجُّ
  فهل عاهةٌ إلا كهذي وإنكم ... لَأكذبُ مسئولٍ عن الحق يَلْهَجُ
  فلا تجلسوا وسْطَ المجالس حُسَّراً ... ولا تركبوا إلاَّ ركائب تُدْحَجُ
  أبى الله إلا أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصالحات ويَفْلُجوا
  وإن كنتُمُ منهم وكان أبوكُمُ ... أباهم فإنَّ الصفو بالرَّنْقِ يُمْزَجُ
  أروني امرأً منهم يَزِنّ بأبنة ... ولا تنطقوا البُهتان فالحقُّ أَبْلَجُ
(١) قال في لسان العرب: والسَّجْسَجُ: الْهَوَاءُ الْمُعْتَدِلُ بَيْنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ. اهـ (٢/ ٢٩٥).
(٢) قال في لسان العرب: الأُقْحُوَان: نَبْتٌ تُشَبَّهُ بِهِ الأَسنان، وَوَزْنُهُ أُفْعُلان، وَالْهَمْزَةُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ ... إلى أن قال: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ حَوَالَيْهِ وَرَقٌ أَبيض وَوَسَطُهُ أَصفر. اهـ (١٥/ ١٧١).