مقدمة التحقيق
  مولانا مؤلف هذا الشرح النفيس حجة العصر، ودرة الدهر، العلامة العبقري، قاموس أهل البيت المحمدي: محمد بن عبد الله عوض المؤيدي، أيده الله بتأييده، وسربله بألطاف عافيته وتسديده في قوله:
  استهوت الناس دنياهم وزينتها ... واستعظموها ومالوا حيثما مالتْ
  صارت لهم قبلة خرُّوا لهيبتها ... أعناقَهم قد رأينا نحوها امتدَّتْ
  الأمر والنهي بالدنيا أزمَّتُها ... فالحكم ما حكَمَت والأمر ما أَمَرَتْ
  وكما قال غيره:
  رأت عيني المسوس وذا السياسه ... فلم يُخط العيانُ ولا الفراسه
  ولم أر هالكاً في الناس إلا ... وباب هلاكِه حبُّ الرياسه
  ومن عجيب الاتفاق أن يصدر هذا الكتاب النفيس - والذي كان من أعظم أهدافه نصرةُ مذهب أهل البيت، المذهب الحق الذي كان عليه رسول الله ÷، وبيانُ حدوث المذاهب الزائفة، والطرائق الضالة، وما للدول الظالمة أمثال الأموية والعباسية من أثر في صناعة تلك المذاهب، وحمل الناس على تلك الأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك يكفي في ضلالها وانحرافها عن المنهج السوي، والطريق الرضي، الذي سلكه النبي، وسار عليه الوصي، وسائر الصالحين من الصحابة، وانتهجه جميع القرابة - في هذا الزمان العجيب، والوقت العصيب، الذي يتلقى فيه هذا المذهبُ الحق (مذهب الزيدية) أشدَّ وأعظم، وأنكى وأظلم الهجمات الشرسة، والضربات القاسية، من أرباب الكفر على اختلاف ملله، وبعض منتحلي الإسلام من الفرق الضالة التي وقعت بين الإفراط والتفريط، والتي لم يُرَ مثيلٌ لتلك الهجمات على الإطلاق في تاريخ الطائفة الزيدية، والفرقة الناجية المرضية، كما