شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مقدمة التحقيق

صفحة 21 - الجزء 1

  وماذا عسانا أن نقول في المنظومة الأصل (عقود المرجان) وناظم عقودِها، وسابك ألفاظها ومعانيها، وحابك مبانيها، من لا يشق له غبار، ولا يلحق في مضمار، مولانا الإمام الحجة المجدد للدين المدافع عن شريعة سيد المرسلين والقامعُ لبدع المبتدعين، الذي أنفق عمره كله، وأنفد بحقٍّ جميع وقته في بيان الحق والمحقين، ودحض شبه المبطلين، وتقطَّعت نياطُ قلبهِ شفقةً على هذه الأمة، ورأفة بها أن تخطئ الطريق ورحمة، ربُّ الفصاحة والبلاغة ومالك زمامها، ورُبَّان سفينتها: أبو الحسنين مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي عليه من ربه السلام الأبدي، والذي يعدُّ تعريفُنا به نقصاً في حقه كما قال القائل:

  ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

  ولقد صدق فيه قول الشاعر:

  إذا كان فضل المرء في الناس ظاهراً ... فليس بمحتاج إلى كثرة الوصف

  هذا، وقد احتذى مولانا الشارح لهذه المنظومة حذو شيخه وإمامه، واقتدى بسلفه ونجم زمانه، البحر الخضمّ، والطود الأشم، جامع شتات المحامد عن يد، مولانا مجد الدين بن محمد، في أرجوزة قصيرة، ومنظومة يسيرة، في تعداد ملوك العباسيين ليسهل على الطالب حفظهم، ويتيسر له ترتيبهم حسب أزمانهم، حيث قال حفظه الله ورعاه، ومن كل الأسواء والمكاره وقاه، (مجزوء الوافر):

  أتى السفاح فالمنصو ... ر فالمهدي على الأثر

  فهاديهم فهارون ... وسمَّى ابنيه للفخْر

  أميناً ثم مأموناً ... وفاز الثان بالظفر

  فمعتصمٌ وواثقهم ... تلاهم حارث القبر