[لمحة عن الدولة الفاطمية (العبيدية) بمصر]
  وذلك أن دولتهم ابتدأت في افريقية في ذي الحجة سنة ٢٩٦ هـ إلى ثاني جمعة من المحرم سنة ٥٦٧ هـ.
  وبانقراضهم انقرض مذهب الباطنية(١) في مصر، ولم يبق له بعدهم هناك عين
= الخدم والوصائف خمسين ألفا، ومن المال ما يملأ مائة بيت. ثم حبس رجالهم ونساءهم حتى ماتوا، وكانت بالدولة عند عهد العزيز والحاكم قد خلا جوّها من رجالات كتامة وتفرّقوا في المشرق في سبيل ذلك الملك، وانقرضوا بانقراض أمر الشيعة وموت العاضد آخر خلفائهم، وأكلتهم الأقطار والوقائع شأن الدول كما ذكرناه من قبل. اهـ.
(١) كان المذهب الرسمي للدولة الفاطمية هو المذهب الإسماعيلي الباطني، ويقال لهم الباطنية لاعتقادهم أن لكل ظاهر في القرآن باطناً، ولكل نصٍّ تأويلٌ باطنٌ، وقد تفرع من هذا المذهب عدة فرق، حيث ظهرت قبل زوال الدولة الفاطمية بعد موت المستنصر سنة ٤٨٧ هـ فرقتان هما النزارية والمستعلية نسبة إلى الأخوين نزار المصطفى بالله بن المستنصر وأحمد المستعلي بالله بن المستنصر، حيث وقع الخلاف بينهما على الخلافة، ونتج أن سُجِن نزار، ومات في السجن، وهرب ولده الهادي بن نزار مع أتباعه إلى بلاد آسيا الوسطى، وهناك تكونت دولة ما يسمى بدولة الحشاشين، التي أسسها الحسن بن الصباح (ت ٥١٨ هـ)، والذي احتل عدداً من القلاع أهمها قلعة آلموت واتخذها عاصمة لدولته، وكانت نهاية دولة الحشاشين على يد التتار بقيادة هولاكو حوالي سنة ٦٥٣ هـ.
أما الفرقة المستعلية فاستمرت باستمرار الخلفاء الفاطميين حيث انقسمت فيما بعد إلى حافظية وطَيِّبيَّة، فالحافظية انتهت بزوال الدولة الفاطمية، وأما الطيبية فهم اليوم البهرة الذين تفرقوا إلى داوودية وسليمانية وعلوية، ....
والقرامطة فرقة باطنية إسماعيلية نسبة إلى حمدان بن الأشعث الذي لقب بقرمط، وكانوا يعتقدون بغيبة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وكان علي بن الفضل أحد دعاة هذه الفرقة في اليمن والذي ظهر أيام الإمام الهادي يحيى بن الحسين في اليمن، ولم يكن للقرامطة أثر كبير في اليمن بفضل الإمام الهادي حيث تم القضاء على هذه الدعوة في اليمن على يده ويد أولاده من بعده.
هذا وقد كانت الدولة الصليحية في اليمن تنتمي إلى الدولة الفاطمية في مصر عقائدياً وسياسياً.
وأيضاً الدروز (الموحدون) يعود أصلهم إلى المذهب الإسماعيلي الفاطمي، ويعتقدون بمسألة =