شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الظاهر محمد بن الناصر (ت: 623 هـ)

صفحة 398 - الجزء 1

  قال صاحب غاية الأماني يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد: وفي هذه السنة [أي سنة ٦٥٦ هـ] دخل التتار مدينة السلام ببغداد وقتلوا الخليفة المستعصم العباسي، ومن أهل بغداد عدداً لا يحصيهم إلا الذي خلقهم.

  ومن عجيب الاتفاق وغريب ما رقم في الأوراق أن المظفر كتب إلى المستعصم يخبره بقتل الإمام أحمد بن الحسين # صاحب ذيبين فوصل الرسول إلى براقش وبلغه خبر قتل المستعصم، ويقال: إنه قتل في اليوم الذي قتل فيه الإمام #(⁣١).


= وأمثالها عدلت به عن الصواب فأصيب بمكاره لم تخطر بباله.

إلى أن قال: وأمر هولاكو أن يخرج إليه الدويدار وسليمان شاه، وأما الخليفة إن اختار الخروج فليخرج والّا فليلزم مكانه. فخرج الدويدار وسليمان شاه ومعهما جماعة من الأكابر. ثم عاد الدويدار من الطريق بحجة إنه يرجع ويمنع المقاتلين الكامنين بالدروب والأزقّة لئلا يقتلوا أحداً من المغول، فرجع وخرج من الغد وقُتل. وعامة أهل بغداد أرسلوا شرف الدين المراغي وشهاب الدين الزنكاني ليأخذ لهم الأمان. ولما رأى الخليفة أن لا بد من الخروج أراد أو لم يرد استأذن هولاكو بأن يحضر بين يديه، فأذن له وخرج رابع صفر ومعه أولاده وأهله. فتقدم هولاكو أن ينزلوه بباب كلواذى [باب من أبواب بغداد]، وشرع العساكر في نهب بغداد، ودخل بنفسه إلى بغداد ليشاهد دار الخليفة، وتقدّم بإحضار الخليفة فاحضروه، ومثل بين يديه وقدم جواهر نفيسة ولآلئ ودرراً معبّأة في أطباق، ففرّق هولاكو جميعها على الأمراء، وعند المساء خرج إلى منزله وأمر الخليفة أن يفرز جميع النساء التي باشرهن هو وبنوه ويعزلهنّ عن غيرهنّ، ففعل فكنّ سبعمائة امرأة فأخرجهن ومعهنّ ثلاثمائة خادم خصيّ. وبقي النهب يعمل إلى سبعة أيام، ثم رفعوا السيف وبطلوا السبي. وفي رابع عشر صفر رحل هولاكو من بغداد، وفي أول مرحله قتل الخليفة المستعصم وابنه الأوسط مع ستة نفر من الخصيان بالليل، وقتل ابنه الكبير ومعه جماعة من الخواص على باب كلواذى ... الخ. اهـ ..

(١) ذكرت المصادر التاريخية أن المستعصم قتل في صفر سنة ٦٥٦ هـ، وقال في سيرة الإمام المهدي أحمد بن الحسين أنه كان استشهاده ضحى النهار يوم الأربعاء لليلة أو ليلتين بقيتا من شهر صفر سنة ست وخمسين وستمائة، (سيرة الإمام المهدي مخطوط: ص ٣١٦).

=