شرح بلاغي
  - هاهنا مجاز عقلي، وذلك حيث أسند الاطراح إلى الكتاب، وإنما هو سبب للمعنى الحقيقي الذي هو العمل. وفائدة هذا المجاز الزيادة في تقبيح صنيع الأمة حيث تركت العمل بأوامر الكتاب.
  - في لفظة «مُطَّرَحاً» مجاز لغوي، والفائدة من ذلك المجاز تصوير ترك العمل بأوامر الكتاب وأحكامه بصورة محسوسة تكاد العين أن تنظر إليها.
  - وفي التعبير فائدة أخرى، وهي المبالغة، وذلك من حيث نسب الاطراح إلى كتاب الله تعالى جملة، فيكون في المعنى مشابهاً لما يذكر في النحو: «طاب زيد نفساً، واشتعل الرأس شيباً، وفجرنا الأرض عيوناً».
  قوله: (وَتَرَكْتُمُ الْمَقْرُونَ بِالذِّكْرِ): المقرون بالذكر هم أهل البيت عموماً وأمير المؤمنين # خصوصاً، والفائدة البيانية من تسميته بذلك - زيادة على المعنى الأصلي - ما يلي:
  ١ - المدح لعلي #.
  ٢ - التذكير بحديث النبي ÷: «علي مع القرآن» «إنَّي تارك فيكم ...» الخبر.
  ٣ - زيادة التقبيح لترك الأمة لعلي #، وذلك حيث تركوا شيئاً مذكوراً مع القرآن؛ فإن الترك يعظم على حسب عظمة المتروك.
  وقد اشتمل هذا البيت على عنوانين هما:
  ١ - اطراح الأمة لكتاب الله تعالى.
  ٢ - ترك الأمة لعلي # ولأهل بيته.
  وَلْنُشِرْ هنا إلى نماذج مما ترك العمل فيها بكتاب الله عند الكثير من الأمة: