شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شرح بلاغي

صفحة 46 - الجزء 1

  - هاهنا مجاز عقلي، وذلك حيث أسند الاطراح إلى الكتاب، وإنما هو سبب للمعنى الحقيقي الذي هو العمل. وفائدة هذا المجاز الزيادة في تقبيح صنيع الأمة حيث تركت العمل بأوامر الكتاب.

  - في لفظة «مُطَّرَحاً» مجاز لغوي، والفائدة من ذلك المجاز تصوير ترك العمل بأوامر الكتاب وأحكامه بصورة محسوسة تكاد العين أن تنظر إليها.

  - وفي التعبير فائدة أخرى، وهي المبالغة، وذلك من حيث نسب الاطراح إلى كتاب الله تعالى جملة، فيكون في المعنى مشابهاً لما يذكر في النحو: «طاب زيد نفساً، واشتعل الرأس شيباً، وفجرنا الأرض عيوناً».

  قوله: (وَتَرَكْتُمُ الْمَقْرُونَ بِالذِّكْرِ): المقرون بالذكر هم أهل البيت عموماً وأمير المؤمنين # خصوصاً، والفائدة البيانية من تسميته بذلك - زيادة على المعنى الأصلي - ما يلي:

  ١ - المدح لعلي #.

  ٢ - التذكير بحديث النبي ÷: «علي مع القرآن» «إنَّي تارك فيكم ...» الخبر.

  ٣ - زيادة التقبيح لترك الأمة لعلي #، وذلك حيث تركوا شيئاً مذكوراً مع القرآن؛ فإن الترك يعظم على حسب عظمة المتروك.

  وقد اشتمل هذا البيت على عنوانين هما:

  ١ - اطراح الأمة لكتاب الله تعالى.

  ٢ - ترك الأمة لعلي # ولأهل بيته.

  وَلْنُشِرْ هنا إلى نماذج مما ترك العمل فيها بكتاب الله عند الكثير من الأمة: