شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شرح بلاغي

صفحة 47 - الجزء 1

  ١ - فمن ذلك حرمان فاطمة بنت محمد ÷ من ميراث أبيها، مع أن الله تعالى يقول في القرآن: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}⁣[النحل ١٦]، وقد حاججت الزهراء أبا بكر في ذلك كما في رواية البخاري [رقم: ٣٠٩٢ - ٣٠٩٣] ومسلم [رقم: ١٧٥٩] وغيرهما فكانت حجتها ظاهرة ودليلها قوياً، غير أن الأمر كما قال الشاعر:

  ومن يكن القاضي له من خصومه ... أَضَرَّ به إقرارهُ وجحوده

  ٢ - ومن ذلك آية الخُمُس، وهي قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}⁣[الأنفال ٤١]، فقد حُرِم ذوو قربى رسول الله ÷ مما جعله الله تعالى لهم من الخُمس.

  ٣ - ومن ذلك آية المودة، وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى ٢٣]. والمراد بالقربى: قربى رسول الله ÷، الذين هم علي، فاطمة، الحسن، الحسين $، صحت بذلك الرواية عند البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهما⁣(⁣١)، فإن الأمة اطَّرَحَتْ هذه الآية اطِّرَاحاً، ولم تكتف باطراحها فيكون الأمر كفافاً، بل نصبت من نفسها حرباً على أهل بيت نبيها À، لم تزل ألْسِنَة لهبها ساطعة عالية إلى اليوم.


(١) انظر: فضائل الصحابة (١١٤١) (٢/ ٦٦٩)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢٢٥٩) (١١/ ٤٤٤)، والهيثمي في مجمع الزوائد (١١٣٢٦) (٧/ ٢٢٩)، وأورده السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٤٨) وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. وأورده الشوكاني في فتح القدير (٤/ ٦١٥) نقلاً عن السيوطي، وأورده النسفي في مدارك التنزيل (٣/ ٢٥٣)، وأبو السعود في تفسيره (٨/ ٣٠)، والثعلبي في تفسيره (٨/ ٣٧) (٨/ ٣١٠)، وأورده الرازي في تفسيره نقلاً عن صاحب الكشاف (٢٧/ ٥٩٥). اهـ.