اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
= فأمره أشد، وصاحبه مارقٌ مُحَادٌّ لله ولرسوله بدون شك، فلا يغرنك ما تتابع فيه رجال بدون تحقيق وتمحيص ... «من آذى عليّاً بُعِثَ يَوْمَ القيامَةِ يَهُودِيّاً أوْ نَصْرَانيّاً» ....
ثم قال الشيخ ¦: (والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله، تعالى الله عن إفكهم). اهـ
وأقول: هذه القضية لا تخص عليّاً وحده فمن أحب النبي ÷ واعتقد أنه إله فهو كافر ضال مثل الذين زعموا أنَّ المسيحَ أو عزيزاً (@) إله، ولا دخول لهذا فيما نحن بصدده ...
إلى قوله: ثم قال الشيخ ¦: (والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار). اهـ. وأقول: قد اعتاد بعض من كَمُنَ في سُوَيْداء قلبه بغضُ مولى المؤمنين علي # أن يَتْبَعَ ذكرَ كُلِّ مَنْقَبَةٍ من مناقب عليٍّ - لا يستطيع جحدها - بما يشوهها أو يوهم مساواة غيره له فيها؛ حسداً من عند أنفسهم، ولو بأن يكذبوا ويخترعوا أو ينقلوا ما يعرفون بطلانه أو ضعفه، كَثُرَ هذا حتى صار من ليس مثلهم في مرض القلب يتبعهم في صنيعهم هذا؛ هيبةً للانفراد، أو احتراساً عن أن يُنْبَزَ بالرفض، أو انقياداً للتقليد، أو بلهاً، أو غفلة، ولعل الحامل للشيخ على ما ذكره هنا بعض هذا.
ثم إني أقول كما قال النبي # في الحديث الصحيح: «اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار» فقد آووا ونصروا، واستُؤْثِرَ عليهم، وقُتلوا مع النبي، ثم مع الوصي، ثم مع أهل البيت، وادخر الله لهم أجرهم عنده، فلا عجب إن شاركوا عليّاً في هذه المنقبة، ولا يلزم من مشاركتهم له # في أن بغضهم من علامات النفاق مساواتهم له في الفضل، ولا يغض من عالي مقامه كرم الله وجهه مشاركتهم ¤ له في هذا، كما لا ينقص من فضلهم العظيم علو علي #، والحق إن شاء الله أن بُغْضَ عليٍّ ومثله بغض الأنصار من أقوى علامات النفاق ..... إلى آخر كلام السيد ابن عقيل في كتابه العتب الجميل .... فليراجع.
وقد أجاب عليهم أيضاً وأوضح تهافتهم في نحو هذه المقالة العلامة الحافظ حواري أهل البيت أحمد بن سعد الدين المسوري | في (الرسالة المنقذة من الغواية في طرق الرواية) والحافظ المقبلي في كتابه (العلم الشامخ والأرواح النوافخ) وابن الأمير الصنعاني في كتابه (ثمرات النظر)، وغيره، وفي لوامع الأنوار لإمام زماننا مجد الدين بن محمد المؤيدي #، ورد عليهم الكثير الطيِّب والغزير الصيِّب، وبالله الثقة.