شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #

صفحة 76 - الجزء 1

  ذلك بفصل الخطاب، وهو لا ينطق عن الهوى، والله يحكم لا مُعَقِّب لحكمه، {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}⁣[المنافقون]، فلم يبقَ بعد حكم الله ورسوله إلا الكُفر أو الإيمان.

  غير أن بعض المحدثين لم يلتفتوا إلى حكم الرسول ÷، ولم يرفعوا له رأساً، فحكموا لروايات المنافقين وأخبارهم بغاية الصحة واعتمدوها، وحكموا على روايات المؤمنين العدول بالرَّد والرفض لها تماماً، وبالبطلان رأساً، مع علمهم المستحكم أنَّ رسولَ الله ÷ جرح مبغضي علي، وسماهم منافقين، وحكم لمحبيه بالإيمان.

  والسبب في ذلك هو ما ذكرنا من ارتباط بعض المذاهب بسياسة بني أمية.

  وقد عرفت بما ذكرنا أن سنة النبي ÷ هي تعديل محبي علي #، وجرح مبغضيه، فتركوا هذا النَّصَّ النبوي الصحيح، وآثروا السنة الأُمَوية، فعَدَّلوا مبغضي علي # وجرحوا محبيه.

  وعلى هذه السُّنَّة الأموية وُضِعَ كثيرٌ من كتب الحديث.

  ولأجل صنيعهم هذا يقول شيخنا ومولانا الإمام الحجة المجدد للدين مجد الدين بن محمد المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار [ط ٥ ج ٣/ ٤١٢] توضيحاً لحقيقة حالهم، وبياناً للغالب من ممارساتهم، وتعليقاً على من قال فيهم:

  يَقُولُونَ: صَحَّحْنَا الْحَدِيثَ بِجُهْدِنَا ... نَعْم! صَدَقُوا لَوْلَا التَّعَصُّب فِيهمُ

  إِذَا نَحْنُ عَارَضْنَا حَدِيثًا بِمِثْلِهِ ... أَبَوا غَيْرَ مَا قَالَ البُخَارِي وَمُسْلِمُ

  ما لفظه (شعراً):