اعتماد بعض رواة الحديث على مبغضي الإمام علي #
  ذلك بفصل الخطاب، وهو لا ينطق عن الهوى، والله يحكم لا مُعَقِّب لحكمه، {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}[المنافقون]، فلم يبقَ بعد حكم الله ورسوله إلا الكُفر أو الإيمان.
  غير أن بعض المحدثين لم يلتفتوا إلى حكم الرسول ÷، ولم يرفعوا له رأساً، فحكموا لروايات المنافقين وأخبارهم بغاية الصحة واعتمدوها، وحكموا على روايات المؤمنين العدول بالرَّد والرفض لها تماماً، وبالبطلان رأساً، مع علمهم المستحكم أنَّ رسولَ الله ÷ جرح مبغضي علي، وسماهم منافقين، وحكم لمحبيه بالإيمان.
  والسبب في ذلك هو ما ذكرنا من ارتباط بعض المذاهب بسياسة بني أمية.
  وقد عرفت بما ذكرنا أن سنة النبي ÷ هي تعديل محبي علي #، وجرح مبغضيه، فتركوا هذا النَّصَّ النبوي الصحيح، وآثروا السنة الأُمَوية، فعَدَّلوا مبغضي علي # وجرحوا محبيه.
  وعلى هذه السُّنَّة الأموية وُضِعَ كثيرٌ من كتب الحديث.
  ولأجل صنيعهم هذا يقول شيخنا ومولانا الإمام الحجة المجدد للدين مجد الدين بن محمد المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار [ط ٥ ج ٣/ ٤١٢] توضيحاً لحقيقة حالهم، وبياناً للغالب من ممارساتهم، وتعليقاً على من قال فيهم:
  يَقُولُونَ: صَحَّحْنَا الْحَدِيثَ بِجُهْدِنَا ... نَعْم! صَدَقُوا لَوْلَا التَّعَصُّب فِيهمُ
  إِذَا نَحْنُ عَارَضْنَا حَدِيثًا بِمِثْلِهِ ... أَبَوا غَيْرَ مَا قَالَ البُخَارِي وَمُسْلِمُ
  ما لفظه (شعراً):