شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 101 - الجزء 1

  وسابعها: الأمور الجلية قريبة العهد كعلم الإنسان عقيب تعشيه أو تغديه ما كان طعامه وإدامه، وعلمه عقيب خروج جليسه عنه أنه كان عنده وما حاوره به من الجليات ونحو ذلك.

  وثامنها: العلم بالخِبريّات كانكسار الزجاج بالحجر واحتراق القطن بالنار، لكن هذا لا يعد من كمال العقل إلا بعد وقوع الاختبار ومعرفة استمرار ذلك. قال ابن متويه: ويصح فيما يستند إلى الخِبرة أن يوجده الله فينا ابتداءً أي: من دون تقدم خبرة كما أوجده في عيسى # وهو في المهد.

  وتاسعها: العلم بقبح القبيح ووجوب الواجب العقليين كالظلم والكذب والعبث وقضاء الدين ورد الوديعة وشكر المنعم فمن لم يعرف قبح هذه القبائح ووجوب هذه الواجبات فليس بعاقل.

  قال الإمام المهدي #: وفي كون هذا التاسع آخر علوم العقل خلاف بين الشيوخ.

  وعاشرها عند أبي علي⁣(⁣١): العلم بمخبَر الخبر المتواتر، فإنه عنده من جملة علوم العقل لا يتم عقل عاقل من دونه، وعند أبي هاشم⁣(⁣٢) ليس من علوم العقل إلا بعد التكليف بالسمع؛ لأن بعد وروده علينا تكاليف تعلق بالأخبار المتواترة، فلا يتم التكليف إلا لمن يفيده التواتر العلم، ومن لا فلا تكليف عليه كناقص علوم العقل، فأما قبل ورود السمع فلا يحتاج إليه في كمال العقل؛ لصحة كمال العقل من دونه بمعرفة الواجب والقبيح العقليين. انتهى ما ذكره


(١) محمد بن عبدالوهاب الجبائي معتزلي من الطبقة الثامنة من المعتزلة، إليه تنسب الجبائيه منهم كان معروفاً بقوة الجدل، توفي سنة ٣٠٣ هـ من معتزلة البصرة. (المنية والأمل باختصار).

(٢) أبو هاشم عبدالسلام بن أبي علي محمد الجبائي، المتكلم المشهور كان هو وأبوه من كبار المعتزلة، ولد سنة سبع وأربعين ومائتين. وتوفي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ببغداد. (وفيات الاعيان باختصار).