شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 429 - الجزء 2

  قال ابن عباس: من تركها فقد ترك مائة وأربع⁣(⁣١) عشرة آية من كتاب الله تعالى⁣(⁣٢).

  وقال: سرق الشيطان من الناس آية.

  قال الإمام الناصر لدين الله أبو الفتح الديلمي # في تفسيره: وعندنا وعند علماء العترة الطاهرة أنها آية من فاتحة الكتاب ومن كل سورة أثبتت فيها وأن تاركها تارك لآية من كتاب الله.

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه: ما ثبت عن رسول الله ÷ من قراءته لها مع ما كان يقرأ من السور⁣(⁣٣) فلولا أنها من القرآن لما جاز لرسول الله ÷ أن


(١) قال في هامش الأصل: «- ظ - وثلاث عشرة»، وقال في الشرح الصغير: قال ابن عباس: من تركها فقد ترك مائةً وثلاث عشرة آية من كتاب الله تعالى.

(٢) رواه الزمخشري في الكشاف والنسفي في تفسيره، ورواه عن ابن عباس في تفسير أبي السعود، وفي تفسير النيسابوري، وروى في شعب الإيمان عن ابن عباس بلفظ: (فقد ترك آية من كتاب الله ø). وفي شعب الإيمان للبيهقي عن عبدالله بن المبارك قال: من ترك في فواتح السور فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من القرآن، ورواه ابن عبدالبر في التمهيد، والرازي في تفسيره، وابن المنذر في الأوسط، وابن قدامة في الشرح الكبير. وفي شعب الإيمان أن أحمد بن حنبل كان يقول: من لم يقرأ مع كل سورة فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية.

(٣) روى البيهقي في سننه عن أم سلمة أن رسول الله ÷ قرأ في الصلاة فعدها آية ... إلخ، ورواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وابن المنذر في الأوسط، والدارقطني في سننه، وروى الرازي في تفسيره عن أبي هريرة مرفوعاً: إذا قرأتم أم القرآن فلا تدعوا فإنها إحدى آياتها، ورواه الثعلبي في تفسيره، وروى نحوه الدارقطني في سننه. وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله ÷ فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: ، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين. ورواه أبو داود في سننه، والدارقطني في سننه ثم قال: إسناده صحيح، وكلهم ثقات. انتهى. ورواه البيهقي في سننه، وابو يعلى في مسنده، وابن عبدالبر في الإنصاف، والخطيب في تاريخ بغداد. وروى الدارقطني في سننه حديث أم سلمة رواية أخرى بزيادة وعدها عدها الإعراب وعد آية ولم يعد عليهم، ورواه البيهقي في سننه. وروى البيهقي في سننه عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه كان يقول: «الحمد لله رب =