(فصل: في ذكر العقل)
  الإمام المهدي # في الدامغ.
  وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة: والذي يذهب إليه أهل الحق من الأئمة الأعلام، عليهم أفضل السلام والمحصلون من علماء أهل الكلام أن العقل مجموع علوم يحدثها الله تعالى في الإنسان من أول نشوِّه إلى لزوم التكليف له شيئاً بعد شيء فإذا كملت كمل عقله، وإن لم تكمل لم يكمل عقله، وإن لم تحصل فلا عقل له، وإن حصل بعضها دون بعض فهو ناقص العقل، فمنها أصول لا بد من حصولها لمن أراد الحكيم سبحانه تكليفه.
  ومنها زيادات يختص بها من يشاء من عباده كما قال سبحانه: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ}[البقرة: ١٠٥].
  ثم ذكر # مثل ما ذكره الإمام المهدي # إلى أن قال: ثم يتبع ذلك علم التجارب، وهو من الزيادات المشروطات، وأحوال الناس فيه تختلف فمنهم من يبلغ فيه الغاية القصوى، ومنهم من يقف دون ذلك متوسطاً، ومنهم الضارب بسهم، ومن الزيادات العلم بأحوال الناس وما يقربهم إلى الإنسان وما يقربه إليهم ويدعوهم إلى محبته، والأحوال التي تنفر عنه القلوب، وما يحدث له الهيبة والحشمة وما يزيلهما وهذا أيضاً مما تختلف أحوال الناس فيه، فمنهم من بلغ فيه الغاية. ومنهم من توسط ومنهم من أخذ بطرف غير أن من بلغ فيه الغاية مع ما تقدم فقد حاز الكمال بأسره. انتهى.
  قلت: وقد نظم هذه العلوم العشرة من قال(١):
  فعلم بحال النفس ثم بديهة ... كذا خبرة ثم المشاهد رابع
  ودائرة والقصد بعد تواتر ... جلي أمور والتعلق تاسع
(١) هو الإمام المهدي #. (الإيضاح في شرح المصباح).