شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 447 - الجزء 2

  كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمائين، فهذا هو الذي تولته الصحابة.

  وأما الجمع الآخَر فهو جمع الآيات في السورة فهو توقيفي تولاه النبي ÷ كما أخبر به جبريل عن أمر ربه.

  ومما استدل به لذلك اختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي # كان أوله إقرأ ثم المدثر ثم نون ثم المزمل ثم تبت ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي والمدني وكان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف.

  وكذا مصحف أبي وغيره.

  وقال: قال أبو بكر⁣(⁣١) الأنباري: أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين سنة وكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جواباً لمستخبر ويُوقِف جبريل النبي ÷ على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي ÷ فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن.

  قال: وقال الكرماني: ترتيب السور هكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب وعليه كان يعرض على جبريل # كل سنة كما كان يجتمع عند أمته، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولاً: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}⁣[البقرة: ١٨١]، فأمره جبريل # أن يضعها بين آيتي الربا والدَّين.

  قال: وقال أبو جعفر⁣(⁣٢) النحاس: المختار أن ترتيب السور على هذا الترتيب


(١) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، أبو بكر: أديب، نحوي، لغوي، مفسر، محدِّث، ولد بالأنبار على الفرات ٢٧١ هـ، كان يُعَلِّم أولاد الراضي العباسي، وتوفي ببغداد ٣٢٨ هـ. من تصانيفه: (الهاءات في كتاب الله)، (غريب الحديث). (معجم رجال الاعتبار باختصار).

(٢) أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس أبو جعفر النحوي من أهل مصر، رحل إلى بغداد وأخذ عن =