شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 459 - الجزء 2

  سبق ذكره، ومن ذلك ما ذكره صاحب الكشاف أنها أسماء للسور التي استفتحت بها حيث قال: فإن قلت: قد تبين أنها أسماء الحروف المعجمة وأن سكون أعجازها عند الهجاء لأجل الوقف فما وجه وقوعها على هذه الصورة فواتح للسور؟

  قلت: فيه أوجه أحدها: وهو إطباق الأكثر أنها أسماء السور وهي في ذلك على ضربين أحدهما: ما لا يتأتى فيه إعراب نحو: كهيعص، و ألمر.

  والثاني: ما يتأتى فيه الإعراب وهو إما أن يكون اسماً فرداً كصاد وقاف ونون أو أسماءً عدةً مجموعها على زنة مفرد كحم ويس فإنها موازنة لقابيل وهابيل، وكذا طسم يَتَأَتَّى فيها أن تفتح نونها وتصير ميم مضمومة إلى طس فيجعلا اسماً واحداً كدَرَابجَردْ، فالنوع الأول محكي ليس إلَّا، وأما النوع الثاني فسائغ فيه الأمران الإعراب والحكاية، قال قاتل محمد⁣(⁣١) بن طلحة السجاد، وهو شريح بن أوفى العبسي:

  يُذَكِّرني حامِيمَ والرُّمْحُ شاجرٌ ... فَهَلَّا تَلَا حامِيْمَ قبل التقدم

  فأعرب حاميم ومنعها الصرف، وهكذا كل ما أعرب من أخواتها لاجتماع سببي منع الصرف فيها وهما العلمية والتأنيث.

  والحكاية أن يجيء بالقول بعد نقله على استبقاء صورته الأولى كقولك: دعني من تَمرتَانِ، وبدأت بالحمدُ لله، وقرأت سورةٌ أنزلناها، قال⁣(⁣٢):


(١) محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي ولد في حياة رسول الله [÷]، فسماه محمداً، وكناه أبا سليمان. وكان يلقب السجاد لكثرة صلاته وعبادته. لم يزل به أبوه حتى وافقه وخرج معه على علي. وأمه حمنة بنت جحش. قتل يوم الجمل. (تاريخ الإسلام للذهبي باللفظ).

(٢) ذكر البيت في الحور العين ولسان العرب وغيرهما للطرماح وذكره في القاموس المحيط فقال: ومنه قول بشر بن أبي خازم لا الطرماح.