شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 460 - الجزء 2

  وجدنا في كتاب بني تميم ... أَحَقُّ الخيل بالركض المُعارُ⁣(⁣١)

  وقال ذو الرمة:

  سمعت الناسُ ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح انتجعي بلالا

  وقال الآخر:

  تنادوا بالرحيلُ غداً ... وفي ترحالهم نفسي

  وروي منصوباً ومجروراً.

  قال: فإن قلت: فما وجه قراءة من قرأ صادَ وقافَ ونونَ مفتوحات؟

  قلت: الأوجه أن يقال: ذاك نصب وليس بفتح وإنما لم يصحبه التنوين لامتناع الصرف على ما ذكرت، وانتصابها بفعل مضمر نحو: اذكر، وقد أجاز سيبويه مثل ذلك في: حم وطس ويس لو قرئ به.

  وحكى أبو سعيد السيرافي⁣(⁣٢) أن بعضهم قرأ ياسينَ، ويجوز أن يقال: حركت لالتقاء الساكنين.

  قلت: ولم يتضح لي كلام صاحب الكشاف أن هذه الفواتح أسماء السور وأنها


(١) أشار إلى قول الشاعر:

أعيروا خيلكم ثم اركضوها ... أحق الخيل بالركض المعار

ومعنى أعيروا خيلكم: أي سمنوها، يقال: فرس معار أي سمين. (من هامش الأصل).

(٢) أبو سعيد الحسن بن عبد الله المرزبان السيرافي النحوي المعروف بالقاضي؛ سكن بغداد وتولى القضاء بها نيابة عن أبي محمد ابن معروف، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، وشرح كتاب سيبويه فأجاد فيه، وله كتاب «الفات الوصل والقطع»، وكتاب «أخبار النحويين البصريين»، وكتاب «الوقف والابتداء»، وقرأ القرآن الكريم على أبي بكر ابن مجاهد، واللغة على ابن دريد، والنحو على أبي بكر ابن السراج النحوي، وكان الناس يشتغلون عليه بعدة فنون: القرآن الكريم والقراءات وعلوم القرآن والنحو واللغة والفقه والفرائض والحساب والكلام والشعر والعروض والقوافي. وكان معتزلياً، وكان لا يأكل إلا من كسب يده، ينسخ ويأكل منه وتوفي يوم الاثنين ثاني رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة ببغداد، وعمره أربع وثمانون سنة، ودفن بمقبرة الخيزران. (وفيات الأعيان باختصار).