(باب: والشريعة)
  أعلام معربة للعلمية والتأنيث لأن الخلاف إنما هو في خطاب الله سبحانه وتعالى بها هل أراد منا فهم معانيها او لم يرد منا ذلك، ولا دليل لنا على أن الله سبحانه جعلها أسماءً للسوَرِ لا من عقل ولا من سمع مع أنه لم يظهر لهذا فائدة ومعنى ولا وجه يقتضي تخصيص بعض السور بالتسمية دون بعض.
  وأما ما احتج به من أن سيبويه ترجم الباب الذي كسره على ذكرها في حد ما لا ينصرف بباب أسماء السور فليس بمحل النزاع لأنه يجوز الاصطلاح على تسمية سور القرآن بأي اسم مناسب كسورة البقرة وسورة ألم وسورة الدخان وغير ذلك فالتسمية منا ليست مما نحن بصدده في شيء، وأما ما احتج به من الشعر في إعراب حاميم ومنعه من الصرف فإنه يحتمل عدم الإعراب وهو كونه مبنياً وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين تخفيفاً كما ذلك شائع في لغة العرب.
  قال: فإن قلت: هلا زعمت أنها مقسم بها وأنها نصبت نصب قولهم: نَعَمِ اللهَ لأفعلن، وإيَ اللهَ لأفعلن على حذف الجر وإعمال فعل القسم.
  وقال ذو الرمة:
  ألا رب من قلبي لَهُ اللهَ ناصِحُ ... ومن قلبُهُ لي في الظبى السوانح
  وقال آخر:
  إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانةَ اللهِ الثريدُ
  قلت: إن القرآن والقلم بعد هذه الفواتح محلوف بهما فلو زعمت ذلك لجمعت بين قسمين على مقسم عليه واحد وقد استكرهوا ذلك.
  قال الخليل في قوله ø: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ٢ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٣}[الليل]، الواوان الأُخريان ليستا بمنزلة الأولى ولكنهما الواوان اللتان تضمان الأسماء إلى الأسماء في قولك: مررت بزيد وعمرو، والأُولى بمنزلة الباء والتاء.
  قال سيبويه: قلت للخليل: فلم لا يكون الأخريان بمنزلة الأولى؟