(فصل): [القرآن كلام الله تعالى وخلقه ووحيه وتنزيله]
  و «يس» آيتان و «طس» ليست بآية، و «حم» آية في سورها كلها، و «حمعسق» آيتان و «كهيعص» آية واحدة، و «ص» و «ق» و «ن» ثلاثتها لم تعد هذا مذهب الكوفيين ومن عداهم لم يعدوا شيئاً منها آية.
  قال: فإن قلت: كيف عد ما هو في حكم كلمة واحدة آية؟
  قلت: كما عد الرحمن وحده ومدهامتان وحدها آيتين على طريق التوقيف. انتهى ما ذكره صاحب الكشاف.
  وقد بسطنا في الكلام بذكره لما فيه من الفوائد العظيمة.
  وقد قيل في فواتح السور: إنها مأخوذة من أسماء الله تعالى وإشارة إليها.
  وقيل: من أسمائه وأسماء ملائكته وأنبيائه والله سبحانه أعلم.
(فصل): [القرآن كلام الله تعالى وخلقه ووحيه وتنزيله]
  (وهو) أي القرآن (كلام الله تعالى) ومعنى ذلك عندنا أنه خَلْقُه ووحيه وتنزيله وقد سماه الله تعالى كلاماً له حيث قال لنبيه ÷: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦].
  وقد سبق ذكر ما رواه الهادي # من أن الله سبحانه يقذف الوحي في قلب الملك الأعلى قذفاً ويلقى فيه إلقاءً ثم يعلمه ذلك الملك من دونه من الملائكة حتى يصل إلى جبريل # فيعلمه جبريل النبي ÷.
  قلت: ومثل هذا روي عن علي # في جواب مسائل الشاك.
  قال #: (اتفاقاً)، أي: بين الأمة في الصدر الأول فإنها كانت مجمعة على أن القرآن هو هذا المتلو في المحاريب والمكتوب في الصحف على حقيقته لا يتمارون في ذلك ولا يختلفون، وقد صح أن الإجماع السابق يقضي بفساد ما خالفه لأن الخلاف إنما حدث في زمان بني العباس في خلافة المعتصم.
  قال العنسي في المحجة: لا خلاف بين أهل القبلة في أن الله تعالى متكلم وإثبات كلام له وإنما اختلفوا في وجه آخر: