شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [القرآن كلام الله تعالى وخلقه ووحيه وتنزيله]

صفحة 468 - الجزء 2

  وزبور وفرقان وأمرٌ بأشياء كثيرة ونهي عن أشياء كثيرة وخبر ووعد ووعيد وموعظة وتذكير.

  وهذا هو قول الأشعرية قالوا: وهذا المتلو عبارة عن المعنى القديم وسوّوا بين الشاهد والغائب كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى عنهم.

  ومنهم من قال بمثل ذلك إلا أنه قال بأنه أزلي وهذا المتلو حكاية عنه، وهم أصحاب ابن كلاب.

  وذهبت النجارية إلى أن القرآن مكتوبٌ جسماً، متلوٌّ عرضاً، والجسم يبقى، والعرض لا يبقى، فكأنهم قالوا بأنه باق وغير باق.

  وذهبت الكرامية إلى أن الاسم هو المسمى كما تقدم فزعموا لأجل هذا أن الله عرض؛ لأنه اسم والاسم عرض وربما قالوا: القرآن الذي فيه اسم الله قديم وربما قالوا: القرآن ليس بكلام الله وليس لهم في الإسلام نصيب.

  وذهبت المطرفية إلى أن كلام الله ليس بحرف ولا صوت وإنما هو معنى قائم بقلب الملك الأعلى وهو ملك يقال له ميخائيل. انتهى.

[ذكر الاختلاف في الكلام وما يتعلق بذلك]

  واعلم بأن أهل علم الكلام قد أكثروا القول في حقيقة الكلام واختلفوا فيه اختلافاً شديداً وليس تحت ذلك كثير فائدة ولكنا نذكر بعض ما ذكروه من الاختلاف فيه، هل هو من قبيل الصفات، أو من قبيل الذوات؟ والاختلاف في جنسه والاختلاف في حكمه والاختلاف فيما يحتاج إليه في وجوده والاختلاف في الحكاية والمحكي والاختلاف في معنى الكلام.

  أما الاختلاف في الكلام هل هو من قبيل الصفات أو من قبيل الذوات؟ فقال صاحب المذاكرة: الكلام والصوت عندنا من الأمور الزائدة على الأجسام المختصة بها وليست بذوات ولا أحكام ومثل هذا ذكره العنسي في المحجة حيث قال: الكلام صفات زائدة على الجواهر ليس بذوات ولا أحكام.