شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 502 - الجزء 2

  وقال ÷: «أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين» ثم سكت، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ÷ حتى احمر وجهه وقال: «ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكن أضر بي وجع فامتنعت عن الكلام - أما أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله هو سبب بينكم وبين الله طرف بيده وطرف بأيديكم، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي علي وذريته والله إن في أصلاب المشركين لمن هو أرضى من كثير منكم» رواه العنسي في المحجة.

  قال: ولهذا ذهب بعض الزيدية أن علياً # من عترة رسول الله ÷.

  قال: وإن كان السيد أبو طالب # ذهب إلى أنه ليس من العترة ولكنه أبو العترة وخير منهم.

  قال: ولا يتناوله هذا الاسم حقيقة. انتهى.

  وقال صاحب المحيط: وروى علي بن مجاهد الكابلي صاحب التاريخ عن أبي معشر عن الضحاك قال: سألت أبا سعيد الخدري⁣(⁣١) عما اختلف الناس فيه من أمر أبي بكر وعلي وعمر فقال: والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ولكني أحدثك حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي فلن تخالجني فيه الظنون أن النبي ÷ خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي قبض فيه ثم لم يخطبنا بعده، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

  «أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين» ثم سكت، فقام إليه عمر بن الخطاب،


(١) سعد بن مالك بن سنان الأنصاري، أبو سعيد الخدري؛ مشهور بكنيته، وهو من مشهوري الصحابة وفضلائهم، المكثرين في الرواية، معدود من أهل الصفة؛ غزا مع رسول الله ÷ اثنتي عشرة غزوة، أولها الخندق؛ واستصغر يوم أحد. توفي بالمدينة، سنة أربع وسبعين، وله أربع وتسعون. قلت: وقد ثبت أنه من المفضلين لأمير المؤمنين #. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).