شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في السنة]

صفحة 503 - الجزء 2

  فقال: ما هذان الثقلان؟

  فغضب رسول الله ÷ حتى احمر وجهه وقال: «ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكن أضر بي وجع فامتنعت من الكلام - أما أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله هو سبب بينكم وبين الله تعالى طرف بيده وطرف بأيديكم، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي علي وذريته والله إن في أصلاب المشركين لمن هو أرضى من كثير منكم».

  ووجه دلالته ظاهرة وهو أنه لا يكون في تركه للعترة فائدة إلا متى كان قولهم حجة لنا وعلينا لأنه ÷ كان هو الحجة في حياته فلا يفهم من قوله: «تارك فيكم» إلا أن يكون المتروك بدلاً منه فيما كان كافياً فيه فيكون المتروك وهو العترة بدلاً عنه ÷ فيما كان كافياً فيه وهو كان الحجة لله سبحانه على الخلق فيكون العترة $ كذلك.

  فثبت أن ما أجمع عليه العترة أو تلقته بالقبول كان مقطوعاً بصحته تحرم مخالفته.

  وقد قيل: إن الآيات التي تدل على فضل أهل البيت وتطهيرهم خمسمائة آية.

[بيان العترة (ع) وذكر بعض ما ورد فيهم من الآثار]

  واعلم أن العترة في أصل اللغة نسل الرجل ورهطه الأدنون، قال الشاعر:

  كأن أباهم دارم أو كأنهم ... لشقشقة من نسل قيس بن عاصم

  إذا عترة القوم الشريف تفاخرت ... لصلب أب من حي سعد ودارم

  وجدت لنا في خندف خير بيتها ... إذا لم تجد نداً لنا في الأراقم

  قال الإمام المهدي # في المنهاج: قال بعضهم: إن عترة الرجل في لسان العرب هم ذريته لأن لفظه مشتق من العتيرة وهي الكرْمة التي يخرج منها العنقود في العنب أعني زيادة تولد في عرض الأغصان التي تخرج منها الثمرة فيخرج العنقود من تلك الزيادة الحادثة وكذلك النخيل أيضاً، وفي أكثر الشجر المثمرة.