شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في السنة]

صفحة 504 - الجزء 2

  فلما كانت العتيرة متولدة من الشجرة علمنا أنهم إنما استعاروها لما يشبه ذلك وهو الذرية فيكون الرجل كالشجرة وذريته كالثمرة المتولدة من أصلها وهذا واضح كما ترى.

  وقال في كتاب العين⁣(⁣١) حكاية عن العرب: عترة الرجل ولده وولد ولده.

  قلت: والآل أيضاً في اللغة هم الذرية، واحتج على ذلك أئمتنا $ بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ ...} الآية [آل عمران: ٣٣].

  قالوا: والآل والأهل بمعنى واحد.

  فإن قيل: إذا حكمتم بأن العترة هم الذرية فقد أخرجتم علياً # منهم.

  قلنا: إن علياً # هو أبو عترة النبي ÷ وأخوه وأخص الناس به لأنه خلق من نوره كما سيأتي ذكره، ولقول النبي ÷: «علي مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي» وغير ذلك.

  ولأن الله تعالى جعله مثل نفس الرسول ÷ في آية المباهلة فقال تعالى: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١]، والإجماع من الأمة أنه لم يدع إلا علياً وزوجته وابنيه.

  وقد صرح النبي ÷ بأن علياً خير من ولديه بقوله: «وأبوهما خير منهما» ثم مع ذلك الاختصاص الشديد قد جعله النبي ÷ من العترة حيث أدخله من جملتهم تحت الكساء وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي» وفي بعض الروايات: «هؤلاء عترتي».

  فيحتمل أن يكون إما حقيقة شرعية أو من باب التغليب لأنه أبو العترة وأصلهم وأفضل منهم، وقد قيل: إنه لم يكن من العترة $ إلا مجازاً لإدخال


(١) للخليل بن أحمد.