(باب: والشريعة)
  اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راضٍ».
  ومنها: رواية أم المؤمنين أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} وأنا جالسة على باب البيت فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: «أنت إلى خير أنت من أزواج النبي» ÷.
  وفي بعضها قالت: وفي البيت رسول الله ÷ وعلي وفاطمة والحسن والحسين وله طرق كثيرة عن أم سلمة منها: رواية عن عطاء قال: حدثني من سمع أم سلمة تقول: إن النبي ÷ كان في بيتي على منامة والمنامة الدكان وعليها كساء خيبري فأتته فاطمة بقدر لها فيه خزيرة قد صنعته فقال لها: «ادعي لي بعلك» فدعت علياً واجتمع النبي وعلي وحسن وحسين وفاطمة، فأصابوا من ذلك الطعام قالت أم سلمة وأنا في الحجرة أصلي فنزلت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} فأخذ فضل الكساء فغشاهم الكساء جميعاً وهو معهم ثم أخرج إحدى يديه وألوى بأصبعه إلى السماء ثم قال: «هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» قالت أم سلمة: فأدخلت رأسي البيت وقلت: يا رسول الله وأنا معكم؟ قال: «أنت إلى خير إنك على خير».
  ومن غير رواية الحاكم عن شهر بن حوشب: «اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد» فثبت بما ذكرناه أن أهل بيت النبي هم عترته وآله، وأن الآل والأهل بمعنى واحد، وأنهم أهل الكساء وذريتهم من نسل النبي ÷.
  وأما قول من قال من النواصب بأن آل النبي هم أتباع ملته وأنشد في ذلك:
  آل النبي هم أتباع ملته ... من الأعاجم والسودان والعرب
  لو لم يكن آله إلا أقاربه ... صلى المصلي على الغاوي أبي لهب