(باب: والشريعة)
  والإمام يحيى بن حمزة (و) الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى بن المرتضى ($) وغيرهم.
  (و) من المعتزلة (أبو علي وأبو هاشم وأبو عبدالله البصري وأبو الهذيل وقاضي القضاة وغيرهم) فكلهم قالوا: (بل كل مجتهد فيه) أي في الظني المذكور (مصيب) للحق، ومعنى ذلك أنه ليس لله تعالى فيه حكم معين قبل الاجتهاد بل كلها حق.
  قال في الفصول: ثم اختلفوا فعند متأخري أئمتنا $ والجمهور: أنه لا أشبه فيها عند الله وإنما مراده(١) تابع نظر كل مجتهد وكل منها أشبه بالنظر إلى قائله.
= بجده ÷ خَلْقَاً وخُلُقاً. دعا إلى الله سنة ست وأربعين وستمائة، ونكث بيعته البغاة الأشقياء، ودوخ الأقطار، وأظهر أعلام جده المختار ÷، ودخل الحرمان الشريفان تحت أحكامه الإمامية، وأطاعه كافة بني الحسن والحسين، بالحجاز والمدينة، وبلغت دعوته جيلان وديلمان، ونواحي العراق، ولم يبق في اليمن عالم من علماء أهل البيت وشيعتهم إلا دخل في ولايته، وامتثل لإمامته، من كراماته: أنه مسح على رَجُل من صعدة اسمه التنين له قدر خمسين سنة يمشي على يديه ورجليه فعاد سوياً، وما رواه الفقيه العالم الورع علي بن سلامة الصريمي، قال: كان مولانا الإمام المهدي واقفاً للناس بثلا بعد صلاة الجمعة، إذ أقبل رجلان أحدهما أعمى، والآخر يقوده فطلبا الاتصال بالإمام، فلم يمكنهما لكثرة الزحام. قال الفقيه: فأدخلت الأعمى إلى الإمام، وقلت: يا مولانا امسح على هذا الأعمى، فرفع رأسه وقد تغير وجهه وبان فيه الغضب، قال: فندمت ندماً عظيماً ثم مسح الإمام على وجه الأعمى ورأسه وقرأ عليه ودعا له فخرج الأعمى من بين يديه، وقد شفاه الله وعافاه وأبصر الأشياء صغيرها وكبيرها، فكبر الناس لذلك وهللوا، واجتمعوا عليه اجتماعاً عظيماً. قلت: وهذه الآيات التي يظهرها الله للأئمة من تمام معجزات جدهم ÷؛ لأنهم داعون إلى دينه، وباذلون أنفسهم في تبيينه، ولا يجحدها إلا محروم مخذول. استشهد الإمام المهدي سلام الله عليه سنة ست وخمسين وستمائة، ومشهده بذيبين. هذا، وفي عصره انقرضت دولة العباسية. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع ما يلي: بل لله مراد وهو ما أدى اليه اجتهاد المجتهد، فمراد المجتهد هو التابع؛ لأنه مكلف بالنظر في الأمارات الشرعية، وما أوصلته إليه فهو الذي أُريد منه. ففي هذه العبارة قلق. تمت كاتبه مجدالدين بن محمد المؤيدي عفا الله عنه.