(باب: والشريعة)
  بالدين ألا يتفرقوا فيه بين الأصول والفروع ولا بين أمم الأنبياء المتقدمين.
  فإن قلت: شرائع الأنبياء $ المتقدمة وشريعة نبيئنا ÷ فيها اختلاف قطعاً وإنما الذي لا اختلاف فيه ما كان من أصول الدين.
  فالجواب: أن ذلك وإن كان محتملاً فالظاهر خلافه وهو إنكار التفرق فيما شرعه الله سبحانه من دين كل أمة على انفرادها والله أعلم.
  (و) لنا أيضاً (قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}) قال في البرهان: يعني عشرة قرون بعد آدم # كانوا على الحق ثم اختلفوا.
  وقال في الكشاف: فإن قلت: متى كان الناس أمة واحدة متفقين على دين الحق؟
  قلت: عن ابن عباس أنه كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون على شريعة من الحق.
  قال: وقيل: هم نوح ومن كان معه في السفينة.
  وقال القاسم بن إبراهيم # في جواب من سأله عن هذه الآية فقال #: لا يكون الناس أمة واحدة وفيهم نبي(١) أو وصي.
  وقال المرتضى # في الإيضاح: في هذه الآية يقول {الله} سبحانه: ما كانوا إلا على الإقرار بالله ø والتصديق له منذ خلق الله آدم مصدقين لأمره عارفين به موحدين له متبعين لكل ما أنزل فكانوا على هذا الدين لا يشركون بالله ثم اختلفوا بعد ذلك وتفرقوا واتبعوا أهواءهم ({فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ}) أي في الحق ({إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}) أي الكتاب ({مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}) أي حسداً وظلماً
(١) كذا في الأصل، وفي مجموع الإمام القاسم # وفي الشرح الصغير: إلا وفيهم نبي أو وصي.