(باب: والشريعة)
  لحرصهم على الدنيا ({فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[البقرة: ٢١٣].
  بيان الاستدلال بهذه الآية أن) لفظ (النَّبِيِّينَ) فيها (عام لكل نبي) لأن اللام فيه للجنس فلا اختصاص لبعضه دون بعض، (ونبينا محمد ÷ سيدهم) لما سبق تقريره فشمله لفظ النبيين À، (و) أن (الكتاب في قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ} عام) لكل كتاب أنزله الله سبحانه وإن كان لفظ الكتاب مفرداً (بدليل أن الكتب مع الأنبياء $ كثيرة) كما قد سبق الإشارة إلى ذلك وقد شمل لفظ النبيين كل نبي فلا بد أن يراد كل كتاب بهذه القرينة.
  (ونظيره) أي ونظير لفظ الكتاب في إفادته العموم وهو لفظ مفرد (قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}[العصر]، فالمراد به كل إنسان (بدليل صحة الاستثناء) وهو قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وإذا كان الكتاب عاماً لكل كتاب (فالقرآن) الكريم الذي جاء به محمد ÷ من الله العلي العظيم (واسطة عقدها) أي المعظم فيها الذي حاله فيها كحال واسطة العقد وهو القلادة من جواهر أو ذهب أو فضة أو غير ذلك لأن الواسطة تكون أعظم جوهراً وأكثر قدراً وخطراً من سائر خرز العقد.
  وقوله #: (الثمين) أي كثير الثمن لعظم جوهره وجلالة قدره وهو صفة للعقد، ويحتمل أن يكون صفة للواسطة(١).
(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع ما يلي: لأنها اكتست التذكير من إضافتها إلى العقد، أو يكون «فعيل» يشترك فيه المذكر والمؤنث. تمت لكن ذلك فيما كان بمعنى «مفعول» كامرأة جريح إذا لم يستعمل استعمال الأسماء كذبيحة ونطيحة والثمين بمعنى فاعل، فلا يستقيم فيه ذلك والله ولي التوفيق. كتبه مجدالدين بن محمد المؤيدي عفا الله عنهم.