(فصل): في ذكر النسخ وحقيقته
  قال #: (والنسخ لغة): أي في لغة العرب: (بمعنى الإزالة للشيء) يقال: نسخت الشمس الظل أي: أزالته، ونسخت الريح آثار بني فلان أي: أزالتها، (و) قد يكون في اللغة (بمعنى النقل عند) جمهور (أئمتنا $ وبعض المعتزلة) ومعنى ذلك أنه حقيقة مشتركة بين المعنيين.
  والذي بمعنى النقل نحو قول القائل: نسخت الكتاب أو السجل أي نقلت ما فيهما وفيه تجوز لأنك لم تنقل ما فيهما حقيقة بل كتبت مثل ما فيهما، والأصح في المثال: قولك: نَسَخْتُ النحل أي نقلتها من موضع إلى موضع، ومنه المناسخة في المواريث لأنها انتقال المال من وارث إلى وارث آخر.
  (وقيل: بل) النسخ (حقيقة) لغوية (في الأول) وهو الإزالة (مجاز في الثاني) وهو النقل، وهذا قول أبي هاشم وأبي الحسين والقاضي جعفر والجويني والرازي.
  (وقيل بالعكس) وهو أنه حقيقة في النقل مجاز في الإزالة وهذا هو قول البستي(١) وهو أبو القاسم بن تال من فقهاء المؤيد بالله والقفال والحنفية وتوقف بعضهم في ذلك.
  (و) أما حقيقة النسخ (شرعاً) أي في اصطلاح أهل الشرع فهو: (بيان انتهاء الحكم الشرعي بطريق شرعي واجبة التراخي عن وقت إمكان العمل).
(١) قال في هامش النسخة الأصل من نسخ الشرح الصغير ما يلي: أبو القاسم البستي غير أبي القاسم بن تال فان البستي اسمه إسماعيل بن أحمد من أصحاب قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد وأبو القاسم بن تال هو مهذب مذهب المؤيد بالله # وجامع الزيادات والإفادة واسمه الحسين بن الحسن أو ابن أبي الحسن على اختلاف النسختين وهو من هوسم بلدة من وراء طبرستان، والبستي من بست بلد بسجستان وهو الإقليم المعروف المتاخم لبلاد الهند وسجستان أيضا قرية من قرى البصرة كما ذكره ابن خلكان ولكنهما كانا متعاصرين ولكن ابن تال أحد المشاهير من أصحاب المؤيد بالله # وفقهائه والبستي من فقهاء الناصرية وله تأليف على مذهب الناصرية.