شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[منصب الإمامة والرد على من خالف فيه]

صفحة 34 - الجزء 3

  زيد الحسني الجرجاني # أن العقبية ذهبت إلى أن الإمامة جائزة فيمن عدى أولاد فاطمة من أولاد علي # وهؤلاء هم أصحاب عبدالله بن محمد العقبي وإليه ذهب بعض المحدثين من العلوية. انتهى.

  قال في المحيط: قالوا: والدليل على أن الإمامة تصلح في سائر أولاد أمير المؤمنين # قول النبي ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به [لن تضلوا]⁣(⁣١) أبداً كتاب الله وعترتي ..» الخبر.

  قلنا: إن هذا لا يصح التعلق به لأن لفظ العترة عندنا لا يتناول على الحقيقة إلا ولد الحسن والحسين @ لأنهما أولاد النبي ÷ لقوله: «كل بني أنثى ..» الخبر، بخلاف سائر أولاد علي من غير الحسنين فلا يتناولهم الخبر.

  و (قلنا) أيضاً في الجواب على المخالف: (لا دليل على ثبوتها) أي الإمامة (لمن عدا من ذكرنا وهي مما تعم به البلوى) علماً وعملاً أي يعم وجوب العلم والعمل به جميع المكلفين (فلو كان) أي لو ثبت عليها دليل (لظهر) ذلك الدليل لجميع المكلفين (كدليل الحج ونحوه) من الصلاة والصوم والزكاة والجهاد ونحو ذلك، وكل دعوى كذلك فلا شك في بطلانها كما مر في أول الكتاب.


= الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب À وسلامه، وكان هذا الإمام من أصحاب المؤيد بالله. قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: بلغ في علم الأدب من النحو واللغة ما لم يبلغه أحد من أهل عصره، وفي الشعر مقدم، وفي الخطب في أعلى رتبة، وفي الكتابة والرسائل في أرفع درجة، ثم هو في علم الكلام وأصول الدين في النهاية، وله في أصول الفقه البسطة الواسعة، وكان # أعلم بفقه الحنفية والشافعية والمالكية من فقهائهم المحققين، ولا ينازعونه في ذلك، ومصنفاته شاهدة بذلك، وهي موجودة مشهورة، انتهى. توفي بعد العشرين وأربعمائة تقريباً، وله: كتاب الاعتبار وسلوة العارفين، وكتاب الإحاطة في علم الكلام. (التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(١) ما بين المعقوفين مفقود في الأصل، وما ذكرناه من المحيط.