شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر شروط الإمام

صفحة 35 - الجزء 3

  وقال (الراوندي) وهو أبو الحسين أحمد بن يحيى الراوندي لعنه الله (بل) منصب الإمامة (العباس) بن عبدالمطلب عم رسول الله ÷ (وبنوه من بعده) وطريق ثبوتها القهر والغلبة؛ لأنهم عصبة النبي ÷ فهم أحق بميراث الإمامة وهذا القول مبتدع ابتدعه شيعة بني العباس الراوندية في زمن السفاح⁣(⁣١) وأخيه المنصور⁣(⁣٢) أبي الدوانيق وتصنعوا به إلى بني العباس بعد ذهاب دولة بني أمية وما زالت هذه البدعة يستعملها أهل الجهل والتمويه إلى أن زالت دولة بني العباس ثم إلى زمن مُلْكِ صاحب الروم لجهات مصر وما إليها وهو في المائة التاسعة كما ذلك مذكور في كتب التواريخ.

  قال الحاكم في شرح العيون: وكان ابن الراوندي المخذول الملحد في الطبقة الثامنة من طبقات المعتزلة التي منها أبو علي محمد بن عبدالوهاب وأبو الحسين


(١) هو أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب أمه ريطة بنت عبيدالله بن عبدالله بن عبدالمدان بويع له بالكوفة يوم الجمعة ١٣ ربيع الأول سنة ١٣٢ هـ وتوفي بالجدري بالأنبار بمدينته التي بناها وسماها الهاشمية يوم الأحد ١٣ ذو الحجة سنة ١٣٦ هـ وله اثنتان وثلاثون سنة ونصف، وكانت خلافته ٤ سنين و ٩ أشهر وكان مقداماً على الدماء غير متثبت في العهود والذمم وسمي بالسفاح ولم يزل مدة أيامه يقتل من ظفر به من بني أمية بأمان وبغير أمان. (الشافي باختصار).

(٢) هو أبو جعفر الملقب بالمنصور عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس وأمه سلامة بنت بشر بن يزيد بويع له يوم مات أخوه وكان يومئذ بمكة وقام عمه عيسى بن علي ببيعته وأتته الخلافة وهو في طريق مكة بالصافية، وتوفي عند بئر ميمونة يوم السبت ٦ من ذي الحجة سنة ١٥٨ هـ وكان يكنى بأبي الدوانيق لحرصه على جمع المال وكان لا يفي بالذمة ولا يلتزم العقد ويخدع في العهد وكان شديد التشدد على أهل البيت (ع) قتل منهم الكثير فمنهم عبدالله بن الحسن (ع) مسمورا بالمسامير ومحمد بن الحسن الملقب بالديباج الأصفر أمر بأسطوانة مبنية ففرغت ثم أدخل فيها فبني عليه وهو حي وكذا محمد بن عبدالله النفس الزكية في المعركة المشهورة بعد أن كان بايعه وكذا أخيه إبراهيم بن عبدالله النفس الرضية صاحب باخمرى. (الشافي باختصار مع تصرف يسير).