(فصل): في ذكر شروط الإمام
  وأيضاً كما لا يجوز في حكم الله ø أن يجعل المتقين كالفجار ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض فكذلك لا يجوز في حكمه أن يجعل المتقين أتباعاً للفجار وأن يجعل المفسدين أئمة للمصلحين.
  (و) الشرط السابع من شروط الإمامة: (اجتناب المهن) أي الحرف (المسترذلة) كالدباغة والحجامة والحياكة ونحو ذلك، (خلافاً للحشوية).
  (قلنا: اختلت العدالة) بذلك، (والإجماع) منعقد (على اعتبارها) في الإمام، وأما الحشوية فقولهم ساقط لا التفات إليه لمخالفته العقل والسمع.
  وبعض أهل المذهب يأتي بلفظ العدالة في شروط الإمام ويريد بها الورع والسخاء والشجاعة.
  (و) الشرط الثامن من شروط الإمامة: (الأفضلية) فيكون الإمام أفضل أهل زمانه أو كأفضلهم (لقوله ÷: «من ولى رجلاً وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله في أرضه»)(١) وإذا كان هذا في حق الإمام إذا ولى غيره في الأعمال فكذلك في الإمام نفسه لا بد أن يكون أفضل أهل زمانه أوكأفضلهم، وهذا هو قول جمهور أئمة الزيدية وبعض المعتزلة.
  قال في المحيط: أجمعت الزيدية والإمامية على أن إمامة المفضول لا تجوز، وأن الإمام يجب أن يكون أفضلهم لا يجوز أن يعدل عنه إلى غيره بوجه من الوجوه وإليه ذهب أكثر المرجئة وقوم من المعتزلة منهم الجاحظ.
(١) روى قريباً منه أبو طالب # في الأمالي، والمرشد بالله # في الأمالي عن ابن عباس من جملة حديث وفيه: «ومن استعمل عاملاً وهو يعلم أن في المسلمين أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين»، وروى قريباً منه أيضاً الحاكم في المستدرك عن ابن عباس وصححه بلفظ: «من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين، وروى حديث ابن عباس هذا البيهقي في سننه، وابن أبي عاصم في السنة.